اهتمّت الدورتان الأخيرتان للجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل بالفئة العمرية بين 12 و15 سنة وتعتبر هذه الفئة التي يصطلح عليها باليافعين من أقل الفئات التي يتوجه لها الأدباء وفق ما انتهى إليه منظمّو الجائزة إثر استشارة في صفوف الأدباء والأولياء والتلاميذ وهو ما جعلهم يوجهون الإهتمام إلى هذه الفئة العمرية في دورتين متتاليتين للجائزة. ذلك ما أكّدته لنا السيدة سعادة عفّاس رئيسة منتدى أدب الطفل الذي يشترك في تنظيم جائزة مصطفى عزوز مع بنك ATB ومنظمة الألكسو. وكان قد تم تسليم جوائز دورة 2012 منذ 9 ماي المنقضي. ومن المفاجآت السارة لهذه الدورة أنه تم تتويج تلميذة من السنة الثامنة تعليم أساسي وذلك في إطار انفتاح الجائزة على المحيط التلميذي والتوجه مباشرة إلى التلميذ وتشريكه في العملية فيصبح طرفا فاعلا وليس مجرد مستهلك. وقد حصلت التلميذة مريم عزابو(قابس) على الجائزة التشجيعية الشبابية وقيمتها خمسة مائة دينار(500د) وآلت الجائزة الأولى إلى الكاتب أبو بكر العيادي (مقيم بفرنسا)عن قصته متاهة الأزمنة وآلت الجائزة الثانية متناصفة إلى كل من الأديب المغربي طاهر لكنيزي(قصة أوراق منسية) والأديب التونسي عبد الواحد ابراهم (قصة وتستمر الحياة). وتكونت للغرض لجنة تحكيم ترأسها الجامعي محمود الماجري وضمت كل من فوزية العلوي(روائية وشاعرة) وفاطمة لخضر مقطوف (جامعية وكاتبة) وأحمد ممو(روائي ورئيس نادي القصة أبو القاسم الشابي) ومحمد أيت ميهوب(جامعي) أعضاء. حتى يتوسع اشعاع الجائزة العربية مصطفى عزوز وألحّت محدثتنا في هذا السياق أنها لا تريد أن تكون الجائزة مجرّد حدث عابر وإنما ينبغي أن يكون لها انعكاسات إيجابية على الساحة الأدبية وتحديدا على أدب الطفل الذي شدّدت على أنّه مازال لم يترسّخ بعد ومازال يحتاج إلى تشجيعات وإلى فتح آفاق أمام الكاتب والقارئ. ويندرج تنظيم ملتقى علميا بعنوان كيف نكتب للطفل العربي بمناسبة الإعلان عن الجوائز لدورة 2012 شارك فيه مختصون في علم النفس وفي علم الإجتماع وأدباء ومفكرين في سياق البحث عن وسائل للنهوض بأدب الطفل في البلدان العربية خاصة وأن الملتقى نبه إلى أن أغلب المؤلفات في هذا المجال لا تراعي واقع الطفل الذي شهد تغييرا جذريا خاصة بعد انتشار الإعلامية والإنترنيت ولا تستجيب لميولاته. وقالت رئيسة منتدى أدب الطفل في هذا السياق أنه لا بد من تركيز العمل حول حاجة هذه الفئة العمرية وأنه يجب تحويل المسألة إلى قضية عربية. مقابل ذلك أعربت محدثتنا عن تفاؤلها بمستقبل افضل لأدب الطفل وهي تستمد ذلك من درجة الإقبال على المشاركة من التلاميذ وقد شهدت الدورة الأخيرة التي خصصت للكتابة القصصية للأطفال فيما بين 12 و15 سنة اقبالا كبيرا من التلاميذ واهتماما من الأولياء إلى جانب الأدباء. واعتبرت السيدة سعاد العفاس وهي في الأصل مربية أن المعلم والأستاذ يضطلع بدور كبير في التشجيع على القراءة وعلى نوعية معينة من القراءة تفيد الطفل وتستجيب لانتظاراته. مع العلم وأن جائزة مصطفى عزوز لأدب الطفل ليست موجهة للتونسيين فقط وإنما هي جائزة عربية ويسعى المنظمون إلى توسيع اشعاعها والمشاركة في معارض الكتاب من خلال ورشات عمل أو أجنحة خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن الراحل مصطفى عزوز الذي تحمل الجائزة العربية لأدب الطفل اسمه هو مربي وأديب نظم الشعر وكتب المقالة وألف القصة القصيرة والرواية والمسرحية وقد نشط في العمل الثقافي في عدة مناطق من الجمهورية. أما منتدى أدب الطفل فهو جمعية ثقافية تأسست سنة 2012 وهي تسعى إلى اثراء الحركة الثقافية في تونس ومن أهم أنشطتها تنظيم الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل بالتعاون مع البنك العربي لتونس.