«إذا كنا نريد الرحيل عن أفغانستان علينا أن ننتصر الآن» بوخارست (رومانيا) - الصباح: قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال لقاء صحفي مشترك مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل ان فرنسا والمانيا تحدثنا بصوت واحد فاستمع الكل لهما خلال المحادثات الجارية في قمة الاطلسي في العاصمة الرومانية بوخارست بدورها قالت انجيلا ميركيل "لقد كنا متفقين" واضاف الرئيس الفرنسي خلال اللقاء "توحدنا في مواقفنا فاستمعوا لنا" واضاف ان الموقف الفرنسي والالماني على اتفاق تام بشان ثلاثة عناصر اساسية ويشتركان في نفس التحليل ازاء المشهد الافغاني ومسالة توسيع الحلف الاطلسي والدفاع الاوروبي. واوضح الرئيس الفرنسي ان قرار فرنسا ارسال تعزيزات عسكرية الى افغانستان تعد سبع مائة جندي فرنسي في مهمة امنية الى هذا البلد يهدف الى المساعدة في عملية اعادة بناء افغانستان وان فرنسا بهذا القرار تكون قد فرضت مكانتها كاملة في اوروبا كما في الحلف الاطلسي. وقال ساركوزي الذي كان خلال تصريحاته يخاطب المستشارة الالمانية باسمها ميركيل قائلا لا ارى ما يمكن ان يعنيه عودة "طالبان" و"القاعدة" ونحن نعلم ما سببه هؤلاء للابرياء من الشعب الافغاني. وقال ساركوزي ان الطريق الى الانتصار في افغانستان لا يمر عبر الحل العسكري وحده وشدد على أن حضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ولاول مرة اشغال قمة الاطلسي يعكس وجود خيار سياسي والتزام المجموعة الدولية وقال الرئيس الفرنسي "اذا كنا نريد الرحيل عن افغانستان فعلينا ان ننتصر الان" مضيفا انه ليس من الطبيعي ونحن نخوض معركة ضد طالبان ان نخسر المعركة الاعلامية هناك. وفيما يتعلق بمسالة توسيع الحلف الاطلسي نفى الرئيس الفرنسي وجود أي توترات خلال المحادثات مشددا على ان الرئيس الامريكي جورج بوش اشاد في مناسبتين بقرار فرنسا ارسال قوات اضافية الى افغانستان وقال فيما يتعلق بمسالة انضمام جورجيا واوكرانيا قال الرئيس الفرنسي انه لا احد يملك حق الفيتوفي هذه المسالة وان تحقيق هذا الهدف مسالة وقت ومرتبط بضمان توفر بعض الشروط وشدد ساركوزي مجددا على ان الموقف الفرنسي مطابق للموقف الالماني كما اوضح الرئيس الفرنسي ان فرنسا والمانيا توجها بدعوة مشتركة لتنظيم القمة القادمة في الذكرى الستين لنشاة الاطلسي في مدينتي ستراسبورغ وكيهل على الحدود الالمانية الفرنسية كرمز للصداقة الالمانية الفرنسية والمصالحة الاوروبية والشراكة الاطلسية وقال نحن ملتزمون بهذا التحالف ونحتاج الى دفاع اوروبي كامل وفسر الرئيس الفرنسي مفهوم الدفاع الاوروبي بقوله ان تكون اوروبا قوية في مجال الامن وان يكون لفرنسا موقعها في اوروبا. من جانبها نفت المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل بدورها وجود توترات في المحاثات الجارية في القمة وقالت في اشارة الى مسالتي انضمام اوكرانيا وجورجيا لقد "تم الاتفاق بانه لكل بلد حقه في الانضمام الى الحلف الاطلسي الا انه لا بد من ايجاد ارضية مشتركة في هذا الاتجاه" وقال ساركوزي "الحلف الاطلسي هوحلفنا وفرنسا احد اعضائه المؤسسين واحد ابرز المانحين" واوضح ساركوزي ان هناك حاجة للحلف الاطلسي تماما كما ان هناك حاجة لدفاع اوروبي، وكان الرئيس الفرنسي رحب في وقت سابق باحتضان الحلف عضوية كل من كرواتيا والبانيا كما اعلن تاييد بلاده موقف اليونان الرافض لانضمام مقدونيا الى الحلف لاسباب قانونية وهي مرتبطة اساسا باختلافات حول التسمية التي تعتبرها اليونان جزءا من ترابها... وقد كشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية لم تذكر صفتها في اعقاب اللقاء الصحفي انه يجري الحديث في كواليس الاليزيه بانها المرة الاولى التي لا يتم فيها تبني الموقف الامريكي. يذكر ان الجهود التي بذلتها واشنطن لدعم انضمام كل من اوكرانيا وجورجيا الى الحلف الاطلسي تلقت صفعة حادة امام تشدد الموقف الروسي الذي وجد دعما معلنا من جانب فرنسا والمانيا. وقد رفض مصدر عن الحلف الاطلسي القبول بان الجهود الامريكية اجهضت في هذا المجال وقال في تصريح للصباح بان مسالة انضمام جورجيا واوكرانيا مسالة وقت وانها مرتبطة بتحقيق خمسة شروط متفق عليها وهي سياسية واقتصادية وعسكرية وامنية وقانونية لم تتوفر حتى الان. ومن المنتظر ان يشهد اليوم الثالث والاخير للقمة محادثات ساخنة خاصة مع وصول الرئيس الروسي بوتين للمشاركة في اشغال المجلس الروسي الاطلسي ثم الالتقاء بالرئيس الامريكي لبحث عدد من القضايا الحساسة المرتبطة اساسا بالمخطط الدفاعي الامريكي في اوروبا ونشر دروع مضادة للصواريخ في بولونيا وتشيكيا تحسبا لم تصفه واشنطن باي اعتداء من جانب الدول المارقة يمكن ان يستهدف الامن الاوروبي وهوما تعتبره موسكوفي المقابل تهديدا لامنها ومصالحها وكان ساركوزي اشار بدوره الى انه سيجري محادثات مع نظيره الروسي حول الدروع المضادة للصواريخ... وحتى الان فان الرئيس الامريكي لم ينجح في مساعية لاقناع حلفائه في الاطلسي بمواقفه وبذلك فان ما حصل عليه بوش ليس اكثر من التزام فرنسي بتعزيزات عسكرية اضافية كان يحتاجها في هذه المرحلة قبل اعلان البيان الختامي للقمة...