في إطار برنامج تظاهرة "ما نسيناش" نظمت أول أمس تنسيقية الجبهة الشعبية بسيدي بوزيد ندوة فكرية بقاعة المؤتمرات للاتحاد الجهوي للشغل وذلك بحضور ثلة من المختصين في التنمية والتشغيل والقانون الدستوري إلى جانب ممثلي المجتمع المدني واتحاد أصحاب الشهادات المعطلين ومختلف الأطراف المهتمة بالموضوع أوضاع إجتماعيّة متدهورة أكد الأزهر الغربي رئيس مكتب حزب العمال وعضو تنسيقية الجبهة الشعبية بسيدي بوزيد أن صناع الثورة من شباب ونساء ورجال وجدوا أنفسهم على هامش التغيير الجذري إذ فقدوا الأمل في تحسين أحوالهم والقضاء على بؤسهم وشقائهم فبعد أن وعدهم أصحاب القرار بكم هائل من المشاريع اتضح لهم أن هذه الوعود زائفة وكاذبة وأن قطار التنمية الموعود لازال رابضا في محطة "الحكومة الشرعية" وما جاء به قانون المالية لسنة 2012 والميزانية التكميلية كان مخيبا للآمال ومحبطا للعزائم وفي هذا السياق تساءل كيف ستكون آفاق التنمية بالجهة ؟ علما وأن ميزانية التنمية للسنة الحالية قد عرفت تراجعا قدر ب 14 .1% مقارنة بميزانية العام الفارط فجهة سيدي بوزيد شأنها شأن الولايات الداخلية تعاني من نسبة فقر مرتفعة جدا وتدني المستوى المعيشي للسكان ومن أوضاع صحية سيئة للغاية فالأمراض المستعصية متفشية خاصة في الأوساط الريفية المنعزلة حيث النظام الغذائي المتواضع إضافة إلى آفة الأمية المستفحلة في صفوف المواطنين مع تراجع مذهل لنتائج المنظومة التربوية والتعليمية دون نسيان ظاهرة البطالة التي تفاقمت في الآونة الأخيرة والتي لازال يكتوي بنارها شباب الجهة وخاصة أصحاب الشهائد العليا البالغ عددهم 14 ألف وفق المسح الوطني حول السكان والتشغيل في فيفري 2012 برنامج تنموي عاجل وقال الغربي إن مثل هذه الأوضاع الاجتماعية المتدهورة التي تنذر بالانفجار في كل حين تفرض على الحكومة المؤقتة التراجع على السياسات التي تتبعها وأثبتت الأيّام فشلها الذريع وأن تعمد إلى انتهاج سياسة اقتصادية واجتماعية بديلة تليق بحكومة تطمح إلى الفوز بثقة مواطنيها وهو ما يبدو حسب قوله بعيد المنال بالنسبة ل"الترويكا" خاصّة وأنّ الإستراتيجيا الإقتصاديّة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الجهة الفلاحية وأن تراعي كذلك احتياجات المواطنين فتركز على مشاغلهم واهتماماتهم الحقيقيّة قصد النهوض بالفئات الشعبية المعدمة والمحرومة، هذه الشريحة التي يتطلب الارتقاء بمنظومة عيشها تبني منوال تنموي منحاز إلى الفقراء والكادحين وسائر جماهير الشعب وبديل إقتصادي شعبي يعتمد بالأساس على التدخل المباشر للدولة يجعل في صدارة برامجه العمل على تطوير القطاع الفلاحي العمود الفقري لاقتصاد الجهة والذي هو بدوره في حاجة ماسة إلى تركيز نواة قطب صناعي مرتبط به مما يحقق المقاربة التنموية الجهوية المتوازنة والكفيلة وحدها بإخراج ولاية سيدي بوزيد من خانة التهميش والحرمان ومن شأنه طمأنة الأهالي بغية تجاوز حالة التوتر والاحتقان والإحساس بالقهر التي تسيطر على شباب الثورة وحماتها الصامدين في وجه سياسة اللامبالاة وعدم الاكتراث التي تتوخّاها حكومة الترويكا بقيادة حركة النهضة