الزواج بتونسية.. فقدان الثقة في المسيحية.. إعجاب بالإسلام.. أهم الأسباب تونس - الصباح الاسبوعي: روبرتو أصبح رضا وأنطونيو يوسف وسباستيان مهدي وجاكوب يعقوب وغيرهم من جنسيات مختلفة أغلبها فرنسية جمعتهم الوزارة الأولى .. مصلحة الإفتاء تحديدا حيث نطقوا بالشهادتين أمام مفتي الجمهورية عثمان بطيخ وأعلنوا بذلك اعتناقهم للدين الإسلامي.. بعض لحظات الانتظار سبقت عملية إعلان الإسلام أمام المفتي، كان المتقدمون بطلب في الغرض ينتظرون دورهم لتسجيل حضورهم وتقديم الأوراق اللازمة.. أغلبهم كان مرفقا بخطيبته التونسية.. "الصباح الأسبوعي" كانت حاضة في مصلحة الافتاء وتعرفت على أبرز قصصهم.. لم تعد الإجراءات معقدة كما في السابق فلا يتطلب الأمر إلا مطلبا إلى مفتي الجمهورية وبطاقة إرشادات و3 صور شمسية.. أما بالنسبة إلى الرجال فيجب أن يقدموا بطاقة عدد 3 حتى يعرف سلوكهم أو على الأقل تبلغ الزوجة المستقبلية -إن كان مقدما على الزواج بتونسية- بسيرته.. تسهيل الإجراءات بعد الثورة دفع بعدد المعتنقين للإسلام إلى الارتفاع فلم يعد الأمر يتطلب أن ترسل ملفاتهم إلى وزارة الداخلية.. حلم الطفولة أن يصبح كاهنا واليوم أسلم كانت علامات الحماس تبدو على وجه "روبيرتو كاسي" وهو يخبرنا أن أسبابا كثيرة دفعته إلى اعتناق الإسلام، في ايرلندا حيث ترعرع روبرت مسيحيا كاثوليكيا، كان يعرف القليل فقط على الإسلام لكنه اليوم يدرك المبادئ العامة ويسعى إلى أن يقرأ ويتعرف على دينه الجديد أكثر.. سؤالنا عن أسباب دخوله الإسلام كان مفاجئا بعض الشيء.. يأخذ بعض الوقت ثم يقول "لقد ضاق صدري من الأخبار التي أسمعها عن الكهنة والفضائح الجنسية التي تنقل عنهم وتحرشهم بالأطفال" كل ذلك والعديد من الأحداث الأخرى "جعلتني أفقد إيماني بالمسيحية، بالرغم من أنني عندما كنت صغيرا أردت أن أصبح كاهنا وقد شجعتني عائلتي على ذلك واليوم لم أعد أحترم الكهنة كما كنت أفعل سابقا" .. تلك العبارات كانت ما فسّر به روبرت اعتناقه للإسلام واختياره لهذه الديانة وقد كان سعيدا لتسلمه شهادة تنص على إسلامه، وقد سمح لنا بالتقاط صورة لها.. ... «وعيسى نبي الله» روبرت لم يكن الوحيد الذي يتحدث بحماسة، فأنطونيو مثلا يعرف عن الإسلام أكثر منه، ويرى أن الإنجيل لا يختلف كثيرا عن القرآن فقد قرأ نسخة مترجمة منه إلى اللغة الفرنسية، ولكنه يرى ان ما سمع عن الإسلام في بلجيكيا كان في أغلبه سلبيا فالصورة التي تسوق هناك عن الإسلام لا تتطابق مع تلك الصورة التي تعرّف عليها عندما زار تونس.. ففي بلجيكيا ترتبط صورة الإسلام بالعنف وبمعاملة المرأة ككائن من الدرجة الثانية وهذا الأمر ليس حقيقيا على حد تعبيره. صحيح أن أنطونيو قد اعتنق الإسلام وينوي الزواج بتونسية رافقته في يوم إعلان إسلامه، وقد كان ذلك من بين الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذه الخطوة.. وقد أكد لنا أنه لن ينسى ثقافته أو يتخلى عنها وأنه سيحافظ على هويته. أنطونيو طرح أمام مفتي الجمهورية الاختلاف بين الديانة المسيحية والإسلام بخصوص عيسى عليه السلام وما إن كان نبيا كما يؤمن المسلمون أو ابن الله ومسألة صلبه ايضا.. موضوع جدلي استمر النقاش فيه بعض الوقت وأوضح المفتي ما يقوله الإسلام في هذه المسألة. وعندما نطق بالشهادتين أمام المفتي قال "أشهد ألا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عيسى نبي الله" . وعلى غرار أنطونيو تعرف رادو أردليانو وقد كان مسيحيا أرثودوكسيا من رومانيا على الإسلام عند زيارته إلى تونس ويقول أن الإسلام قد أعجبه كما نالت الثقافة والعادات في تونس إعجابه ايضا. لم تعارض عائلته قراره بتغيير دينه بالرغم من أنه يقول أن محيطه متدين بشكل كبير لكنهم جميعا رحبوا بذلك ما دام رادو مقتنعا به. ولكن رادو ليس الوحيد الذي قرر اعتناق الإسلام فشقيقه أيضا يريد ذلك وهو يعيش في تونس حاليا. «أفضل أن يكون أطفالي مسلمين» بالوكي ألكسوندر مواطن فرنسي من أصل برتغالي تربى مسيحيا كاثوليكيا ولكنه كما يخبرنا لم يكن يمارس أية شعائر دينية.. كان بالوكي يبحث عن دين يترجم معاني الحب والاحترام والسلام، وهو اليوم يحاول أن يتعرف أكثر عن الإسلام خاصة من خلال أصدقائه التونسيين أو التونسيين الفرنسيين. ينوي بالوكي الزواج بتونسية وقد تعرف عليها عن طريق شبكة الإنترنات وعندما سألناه عن الديانة التي يفضل أن يعتنقها أطفاله في المستقبل أخبرنا بأنه يفضل أن يختاروا الإسلام وقد قال لنا إن اختيار الديانة أمر شخصي واضاف"سأترك لهم المجال ليختاروا ويقرروا بأنفسهم ولكنني سأقدم لهم الإحاطة اللازمة وأفضل أن يكونوا مسلمين". أما غيسران الذي اصبح اسمه عدنان فقد أخبرنا بأنه قرأ كثيرا عن الإسلام وأنه فضل الإسلام لأن جده جزائري مسلم وقد تأثر بالإسلام منذ طفولته وقد قرر اليوم اعتناقه. السبب الذي دفع الفرنسي سباستيان بيلون إلى الدخول في الإسلام حسب ما يخبرنا به مختلف نوعا ما وهو رغبته في الزواج بفتاة تونسية وقد رافقته إلى ديوان الافتاء.. سباستيان يقيم بتونس منذ أكثر من ثلاث سنوات ويقول أنه قرأ عن الإسلام وتعرف عليه من خلال حياته في تونس.. أما قبل اعتناقه الإسلام فقد كان سيباستيان كاثلوليكيا إلا أنه أخبرنا أنه لم يكن شخصا متدينا. «القناعة ثم القناعة» "هل أنتم مقتنعون؟ هل لديكم أية أسئلة؟ هل تريدون الاستفسار في أمر يخص دينكم؟" أسئلة متعددة كررها المفتي على مسامع 14 شخصا أرادوا يوم الخميس الماضي اعتناق الإسلام، بعضهم تساءل والبعض الآخر قدم ملاحظات.. ولكن المفتي أراد أن يتأكد من أن كل شيء واضح.. "أن تقدم لهم صورة الإسلام المعتدلة القائمة على التسامح والتيسير بدل التعسير عليهم" هي المهمة التي أخبرنا مفتي الجمهورية أنه يسعى إلى إتمامها.. فيكرر على مسامعهم أكثر من مرة أهم أركان العقيدة وضرورة أن يكون قرار الدخول في الإسلام قرارا من القلب ولا أن يكون ذلك أمرا إجرائيا شكليا من أجل الزواج بتونسية. بعضهم كما يقول لنا المفتي يتوقعون شيخا متزمتا قد يعقد لهم الأمور إلا انهم يكتشفون فيما بعد أن الأمر أبسط بكثير من ذلك وأن القناعة أهم بكثير..أحد الفرنسيين وخلال الجلسة مع مفتي الجمهورية يعلق على ما قاله المفتي قائلا "ما أعجبني هو الخطاب الذي اعتمدتموه في تقديم الإسلام.. وبرأيي الدين يجب أن يعكس أفضل ما في الإنسان." «شهادة في الإسلام» بعد نطقهم بالشهادتين أمام المفتي يتحصل كل منهم على شهادة تنص على دخوله للإسلام، شهادة مقدمة من الدولة التونسيين معترف بها دوليا، أحد الفرنسيين هناك كان يتساءل عن الرسوم أو المصاريف المطلوبة. فيخبره أحد الموظفين أن الشهادة تقدم مجانيا وأنه لا توجد رسوم يجب أن يدفعها. يقدم المدير العام بديوان الافتاء صهيب البراملي الشهادات بعد ختمها والحصول على نسخة منها.. ويتقدم بعد ذلك كل منهم للحصول على شهادته.. يغادرون وهم اليوم مسلمون.. قد يتطلب الأمر من البعض مزيد القراءة والتعمق في الإسلام والتعرف عليه أكثر وقد يكتفي البعض ممن يعيشون في تونس من التعرف على الإسلام من خلال الاحتكاك بالتونسيين والارتباط بتونسية.. لا أحد يستطيع أن "يقيس" مدى قناعات كل منهم أو التزامه بالإسلام.. جاكوب وروبرت ورادو وأنتونيو وسيباستيان غادروا مسلمين .. ومع كل إشراقة يوم اثنين ويوم خميس ستأتي مجموعة جديدة من اوروبيين أو آسويين من الهند أو الصين من الديانات السماوية أو غير السماوية ليشهدوا "ألا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" ويتخذوا الإسلام دينا.. ريبورتاج: أروى الكعلي
أعداد معتنقي الإسلام في ارتفاع حسب المعلومات التي وفرتها لنا مصالح مفتي الجمهورية التونسية فإن عدد الذين اعتنقوا الإسلام في 2013 إلى غاية 27 جوان 2013 بلغ 417 شخصا ومنذ سنة 2000 كانت سنة 2011 هي السنة الوحيدة التي تجاوز فيها عدد معتنقي الإسلام ألفا ليبلغ 1074 شخصا أما 2012 فسجلت إعلان 888 شخصا إسلامهم وأغلب الجنسيات التي ينتمي إليها المعتنقون هي الجنسية الفرنسية والإيطالية والألمانية إلى جانب بلجيكيا وسويسرا وهولاندا.