على خلاف ما هو متعارف عليه في مثل هذه المناسبات، تحمل أغلب المهرجانات الصيفية والتظاهرات الثقافية في تونس اليوم رهانات إنسانية واجتماعية ذات أهداف وأبعاد تنموية أكثر من أيّ وقت مضى في ظل تواصل سياسة التهميش هو تقريبا ما اتحدت من أجله هيئتا مهرجاني سليوم الدولي بالقصرين في دورته الثالثة والثلاثين وأول دورة دولية له ومهرجان قفصة الدولي في دورته الرابعة والثلاثين من خلال تنظيم ندوة صحفية مشتركة أول أمس خصصت لكشف رهان المهرجانين الثقافي والفني لتحدي الوضع الذي وصفوه بالمزري بأغلب مناطق القصرينوقفصة وقابس خاصة، نظرا للصعوبات وكثرة المشاكل المفتعلة التي تعيشها هذه الجهات في تونس ما بعد الثورة مثلما أكد ذلك مديرا المهرجانين خلال هذه الندوة. مهرجان القصرين تحت شعار الشعانبي يغني للحياة اشتكى توفيق قيسومي مدير مهرجان القصرين الدولي من الصعوبات الكبيرة التي وضعها عدد من متعهدي الحفلات في طريق المهرجان وحرمانه من برمجة بعض الأسماء البارزة عربيا ودوليا على غرار الشاب خالد رغم الموافقة المبدئية التي وجدها من المعني بالأمر وغيره من الفنانين الآخرين. في المقابل اعتبر ما وجده من وقفة حازمة من أبناء الجهة فضلا عن دعم السلط الجهوية ووزارة الثقافة من الدوافع التي ساهمت في تدويل المهرجان بعد أكثر من ثلاثة عقود. وبيّن مدير مهرجان سليوم الدولي بالقصرين أن ميزانية هذه الدورة هي في حدود 149 ألف دينار. وأنه تم اختيار شعار الدورة التي تنطلق يوم 15 من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية 4 أوت المقبل ليكون "الشعانبي يغني للحياة" لتكون الرسالة الحقيقية من أبناء الجهة تدعو للحياة وليس مثلما يروج لذلك البعض بأن المنطقة للإرهاب والعنف تشكل مصدر خطر على الحياة والعباد. لذلك كان البرنامج حسب تأكيده ثريا ومتنوعا يراوح بين الذائقة الفنية التونسية والعربية ويتماشى في بعض عروضه مع خصوصيات شهر رمضان. ويتضمن برنامج المهرجان عرض روحانيات للشيخ أحمد جلمام في الافتتاح إضافة إلى عروض تونسية لكل من الفنان الشعبي وليد التونسي ويسرى المحنوش ونور شيبة وإيمان الشريف وبلطي أما فيما يتعلق بالعروض الأجنبية فسيكون أبناء الجهة على موعد مع الفنان الجزائري رضا الطلياني وعرض مسرحي دولي من الهند إضافة إلى النجم اللبناني وائل جسار وفرقة ناس الغيوان المغربية والشابة الزهوانية وعرض مشترك للفن الشعبي يحييه كل من ناجي بن نجمة وأشرف ومحمد علي لسمر ينشطه الهادي ولد باب الله. ليكون الاختتام في عرض من تصور الفنان فارس قاسمي يقدمه التخت الجهوي بالقصرين بمشاركة ثلة من مثقفي ومبدعي الجهة. كما سيكون للفن الرابع حضور في هذا المهرجان من خلال مسرحية "الكروسة" لسماح الدشرواي في السهرة الثالثة للمهرجان ومسرحية "كانت تشخر" للأمين النهدي ومسرحية "الباش". مهرجان قفصة: دورة النضج والتحدي من جهته دعا نزار السعيدي مدير مهرجان قفصة الدولي في دورته الرابعة والثلاثين سلطة الإشراف إلى توزيع الدعم بالعدل بين المهرجانات في كامل تراب الجمهورية دون تغليب جهة أو تظاهرة على أخرى. واعتبر المناطق والجهات المحرومة أولى بالدعم. كما اعتبر برمجة هذه الدورة، التي تتواصل من 16 من الشهر الجاري إلى 5 أوت المقبل تحمل رهان أبناء الجهة ومثقفيها ومبدعيها لإدخال أجواء من المرح والفرح بعد كساد الحياة والضغوط السياسية على مدار السنة. كما عبر عن ابتهاجه بعودة ابنة الجهة نبيهة كراولي إلى مهرجان قفصة الدولي لتغني في حفل الافتتاح بعد غياب دام عشرة سنوات. ويتضمن برنامج هذا المهرجان الذي تقدر ميزانيته بحوالي 190 ألف دينار عروضا فنية متنوعة يؤثث التونسية منها كل من عادل سلطان وسمير لوصيف ووليد التونسي وسنية مبارك و"رجال الصوفية" بقفصة وزهرة لجنف أما فيما يتعلق بالعروض الدولية فيتضمن البرنامج عروضا لكل من مروان الخوري ورضا الطلياني وفارس كرم وناس الغيوان ومجموعة سلاطين الطرب من سوريا. إلى جانب حضور المسرح من خلال "الرهيب" للمسرح الوطني ومسرحية "السلام عليكم" بمشاركة ميقالو وبسام الحمراوي وفيصل الحضيري. ليكون الاختتام بعرض مسرحية "علي بن غذاهم" من انتاج المركز الوطني للفنون الدرامية بقفصة.