أضحكتني وكثر الهمّ يضحك جملة وردت في آخر بيان صدر عن القوات المسلحة المصرية وأذيع أمس الأول عبر التلفزيون المصري تقول أن "سيادة رئيس الجمهورية المؤقت والموقر بصفته رئيس المحكمة الدستورية العليا قد أصدر إعلانا دستوريا الخ.. الخ". الذي أضحكني واستظرفته تحديدا هو مصطلح "المؤقت الموقر" فقلت بيني وبين نفسي: والله فيهم الخير إخواننا المصاروة فهم على الأقل يضيفون كلمة "موقر" لرئيسهم "المؤقت" المنصب بخلافنا نحن في تونس إذ نكتفي في حق رئيسنا المنتخب بكلمة "مؤقت" لا أكثر ولا أقل طبعا.. لم أجد نفسي معنيا بالبحث في المسألة لا فقط لأن رئيسنا الدكتور المنصف المرزوقي "عزوزة ما يهمها قرص" ولكن أيضا لأن ما يجري في مصر شأن داخلي بالأساس فالثورة ثورتهم يا أخي والانقلاب انقلابهم والرئيس رئيسهم سواء كان "مؤقتا" فقط أو "مؤقتا" و"موقرا" أيضا. كدت أقنع نفسي بانه لا دخل لي كتونسي فيما هم فيه كمصاروة ولكن عبارة "المؤقت الموقر" المصرية الضامرة بقيت ماثلة في ذهني وأثارت لدي العديد من الأسئلة من بينها على سبيل الذكر أن لو كان الرئيس المرزوقي منصبا من طرف العسكر مثلما هو الشأن ل"المؤقت الموقر" في مصر هل كان الإعلام التونسي الموقر المرئي والمكتوب والمسموع ليتعاطي معه بنفس "اللهجة" و"الأسلوب" البائس اللذين يتعاطى بهما معه راهنا ؟ أغلب الظن نعم !!! فحرية الإعلام هي المكسب الوحيد الذي تحقق لنا بفعل ثورة 14 جانفي العظيمة.. ونحن كالإعلاميين وبخاصة منا أولئك الذين قلبوا "الفيستة" لسنا مستعدين إطلاقا للتفريط في هذا المكسب.. كلفنا ذلك ما كلفنا.. والله أكبر.. ولله الحمد.. تكبييير !