بعد حضرة 1991 وحضرة 2010 ها هو الفاضل الجزيري يقدم يوم الخميس 18 جويلية على ركح مسرح قرطاج الأثري حضرة 2013 بتصور مختلف عن حضرة 2010 التي اعتمد فيها إخراجا جماليا وتقنيات إلكترونية متطورة لتصوير الإنشاد الصوفي واعتمد فيها على شبان يشتغلون في مجالات فنية متنوعة تشمل الرقص والمسرح والموسيقى وعلى إيقاعات إلكترونية وآلات موسيقية مختلفة رافقت الإنشاد والابتهالات تغييرات رفضها الجمهور مهرجان قرطاج الدولي على نفس الركح وطالب وقتها بالعودة الى الحضرة الأولى. فهل يقبل الجمهور حضرة 2013 والتصور المختلف الذي يطرحه فيها الفاضل الجزيري أم إنه سيجابه مرة أخرى بعدم تفهم وقبول تصوره الجديد؟ كان أول عرض ل"الحضرة" في بداية التسعينات عندما قرر الجزيري تجديد المشهد الفرجوي للموسيقى الشعبية والصوفية منطلقا فيها من الإرث الصوفي عارضا فكرة وجمالية جديدتين، كما أعاد فيها كتابة لغة الجسد المتأصل في الطقوس الصوفية.. حركة أثّرت على الساحة الثقافيّة في تونس وشكلت وقتها حدثا ثقافيا هاما وتابعها الجمهور بالآلاف حيثما حل بها وسال بعدها حبر كثير وأصبحت علامة ومرجعا في المشهد الثقافي التونسي رغم الجدل الكبير الذي ثار حولها وقتها اجتماع الذّكر والمديح جاءت "الحضرة" مباشرة بعد "النوبة" أخرجها انطلاقا من الإرث الشعبي وبعدها أخرج "نجوم" وهي رسم موسيقي جدّد فيه الفاضل الجزيري تقديم الذاكرة الموسيقية العربية"، و"زغندة وعزوز" المقهى الغنائي للستينات، و"بَنِّي بَنِّي". ثمّ قدم الحضرة 2010 وهي حسب تعريف الفاضل الجزيري: "منشدون، عازفون، راقصون يعيدون صياغة الأناشيد الصّوفية يهللون ويبتهلون بأصوات خافتة مرة وهاتفة مرة أخرى.. أداء بعضهم رقيق وبعضهم الآخر قوي مع تباين في الطّبع وتحكّم في النطق.. قرع على الجلد أو اللّوح حتّى القدح ثم سكون.. متعة وهدوء إلى حدّ التّوحّد وهي كذلك اجتماع الذّكر والمديح في حلقة مرتّبة صفوفا تفتح وتختم بالاسم وأناشيد تؤدّى بصوت خفيف فثقيل.. تهويد ترخيم فترجيع مديح يتضمّن ما فيه الحبّ والهيام والموت واللّحد والقيامة والجنّة والنّار.. ترقيص واهتزاز حتّى بلوغ الوجد.. وهي اختزال فني راق لجملة من الرّموز الدّالة على الشّخصية التونسية من حيث تجليات الرّوح والمظهر وهي تواصل وامتداد للماضي في الحاضر الذي يفتح على المستقبل دون قطيعة" ثلاثة أبواب من استهلال إلى ختم أما عرض الحضرة 2013 للفاضل الجزيري فهو 125 دقيقة من الإنشاد الصوفي متكون من ثلاثة أبواب من استهلال إلى ختم، خمس وعشرون قطعة مقدّمة في أداء انفرادي ثمّ ثنائي، فثلاثي، وجماعيّ. مشاهد راقصة لدفع حركة المنشدين وجذب لصوت الرّاقصين. وهو مغامرة متعدّدة الألوان والأصباغ، مداخلات ومقابلات للأشكال واختصار خفيف للحركة ثمّ تجلّ ومساررة إيقاع وصدى فيه استعلاء وامتداد، ورقصات هي تخطيط لأشكال وأجساد في لباس احتفالي يوحي بحرارة الأبعاد من السّهول الخصبة إلى الجبال المخصّبة "حضرة 2013" تصورها وأخرجها الفاضل الجزيري وتشتغل فيها مجموعة كبيرة من العازفين والمنشدين والراقصين نذكر من بينهم سمير الرصايصي، علي الجزيري، رياض الصغير، نصر الدين الشبلي، منذر عاشوري، أيمن بن عطية، كريم شبشوب، جلال دبيرة، الهادي دنيا، مراد قراش، محمد غديرة، هيثم الحذيري، اسكندر حرار، يحيى الجزيري، الهادي ميقاني، فتحي الورغي، سامي الرزقي، حافظ زليط، امين بن يونس، احمد الجلاصي، محرز منوري، محمد أمين قرمازي، خالد بن نصر، مروان عجرودي، كريم عبد الملك وكريم الوهايبي فهل سيقبل جمهور المسرح الأثري بقرطاج هذه النسخة الثالثة وهذا التصوّر الجديد الذي قال الجزيري انه: "تصوّر مختلف" عن تصوّر أول سبق أن أحبه وتفاعل معه الجمهور وتصوّر ثان رفضه واحتج عليه