كذّب السفير الأمريكي بتونس جاكوب والس في بيان صدر مؤخرا التصريحات الإعلامية الصادرة عن وزير المالية الياس فخفاخ (التي أكد فيها أن سفير الولاياتالمتحدة أعرب له عن الموافقة المبدئية للإدارة الأمريكية بخصوص منح ضمانات قروض لتونس) مؤكّدا على أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن قروض إضافية لسنة 2013. كما شدّد السفير في نص البيان على أن الموضوع لا يزال قيد الدرس. في تعليقه عن الأمر أوضح سامي الرمادي رئيس الجمعية التونسية للشفافية المالية في تصريح ل"الصباح" أن هنالك ارتباك في السياسة المالية التونسية كما مست السيادة المالية من خلال الضعف الحاصل في الاستثمار والعجز الحاصل في الميزانية وفي التبادلات التجارية فضلا عن عدم استقرار الوضع الأمني والنقص في الاستثمار الداخلي والخارجي وكلها عوامل جعلت وكالات الترقيم السيادي تخفض من ترقيم تونس. وبات الحل في بلد ضامن (وهي الولاياتالمتحدةالأمريكية) تمنح تونس قروضا بفائض ضعيف وتضمن في سدادها غير أن العلاقات أفسدت بين البلدين من وجهة نظر الرمادي بعد أحداث حرق السفارة الأمريكية. أما فيما يتعلق بتصريح وزير المالية فقد اعتبره الرمادي تصريحا خطيرا يمس من مصداقية الوزارة والحكومة. وفسر في هذا الصدد أن التصريحات المتضاربة والمنبثقة عن اكبر مسؤول عن المالية تدفع إلى التساؤل حول مصداقية استرداد القروض التي ستدفع. وفي استعراضه لانعكاسات ذلك أورد الرمادي انه على المستوى المحلي سيفقد المواطن ثقته في تصريحات مسؤوليه، أما على مستوى العلاقات الثنائية بين تونس وأمريكا فانه من الممكن تفهم موقف الولاياتالمتحدة في صورة مراجعة التزامها بضمان القروض التونسية. أما فيما يهم السوق المالية فان المؤسسات المانحة قد تشترط فوائض كبيرة تجعلنا عاجزين عن تسديد القروض. واعتبر الرمادي من جانب آخر أن الزيادة في المديونية المتصاعدة وهذه القروض التي عوض أن تستثمر تصرف في الاستهلاك وفي الزيادات في الأجور فان ذلك من شانه أن يوصل البلاد إلى مرحلة تجد فيها نفسها غير قادرة على سداد أجور الموظفين. من جهة أخرى يرى الخبير في المخاطر المالية مراد الحطاب في تصريح ل"الصباح" أن تصريحات وزير المالية أو موقف السفير الأمريكي قد يمثل إشارة للمقرضين بعدم التواصل مع البلاد. واعتبر الحطاب انه مهما كانت التصريحات فان هنالك قراءة واحدة تتمثل في أن الاقتصاد التونسي إذا ما واصل على هذا النسق (ارتفاع مستوى الضخم) فان انهياره بات مسألة وقت لا غير. تجدر الإشارة إلى أن المختص في العلاقات الدولية منصف وناس قد أوضح في تصريح ل"الصباح"' تعليقا على تصريحات وزير المالية انه قد يكون تسرع في الإدلاء بتصريح وقد يكون مرد هذا التسرع حصوله على تطمينات كبرى. وقال في هذا الشأن:" لا أتصور الوزير يكذب على دولة عظمى لو لم تكن لديه تطمينات بان القرض سيدفع".