سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«اكتشف الفن الإسلامي في المتوسّط»: دليل بمساهمة 39 خبيرا من 14 دولة و380 صورة ملوّنة معظمها ينشر لأوّل مرّة... كتاب من إصدار الدّار العربية للكتاب ومؤسسة «متحف بلا حدود»
ليس من السهل الكتابة عن ثقافة الحضارة الإسلامية وفنونها فقد لا تكفي مئات الكتب للحديث عن تاريخ هذه الحضارة لما تتميّز به من تنوّع وثراء بيد أن كتاب «اكتشف الفن الإسلامي في المتوسّط» فعل ذلك.. وأمكن لهذه التحفة الأدبية والفنية - المترجمة الى عدة لغات بما فيها العربية - اختزال تاريخ 13 قرنا من الحضارة الإسلامية في المتوسّط. الكتاب الصادر عن الدار العربية للكتاب بالتعاون مع مؤسسة «متحف بلا حدود» (Musée sans frontières) هو دليل محكم التبويب وغني بالمعلومات القيمة التي تساهم في طرح مفهوم أكثر شمولية عن الإسلام وذلك عبر تقديم نظريات مختلفة حول تاريخ وفن وثقافة الإسلام. وكتاب «اكتشف الفن الإسلامي في المتوسّط» موجه لجمهور من الضفة الجنوبية للمتوسّط لكي يعمّق معرفته وبأكثر دقّة بالفن الإسلامي عبر مختلف العصور وكذلك لجمهور غربي قد تكون معرفته للحضارة العربية الإسلامية سطحية أو ضبابيّة وبالتالي سيمكن من تثمين ما بلغه الفنّ الإسلامي من تطوّر في شتّى مجالاته ومختلف أشكاله، كما يمكن أن تستفيد منه جميع الشرائح العمرية ولا سيما التلاميذ نظرا لما يكتنزه من مادة تثقيفية وتربوية يعسر الوصول اليها حتى على شبكة الأنترنات ويا حبّذا لو يتم تطعيم مكتبات المعاهد والجامعات بهذا الكنز الثمين حتى يمكن للتلاميذ والطلبة الاطلاع عليه والاستفادة منه. 39 باحثا من 14 بلدا عربيا وأوروبيا فرّقتهم الحدود الجغرافية وجمعهم التاريخ... مديرو متاحف - مؤرخون - باحثون في تاريخ الفنون - علماء آثار وأساتذة جامعيون من تونس - مصر - الأردن - تركيا - الجزائر - المغرب - فلسطين - المملكة المتحدة - ألمانيا - البرتغال - اسبانيا - إيطاليا - بلجيكا وسوريا وشّحوا هذا الكتاب النفيس بخلاصة سنوات من البحث والتنقيب في تاريخ الفن الإسلامي في منطقة المتوسط فأثمرت مجهوداتهم كنزا ثمينا يحوي دررا فنيّة نادرة ومعلومات لم يسبق للكثير منّا أن اطلع عليها من قبل. من أين تبدأ المسيرة؟ قبل أن يغوص كتاب «اكتشف الفن الإسلامي في المتوسّط» في عمق موضوع عمره 13 قرنا من الإبداع الفنّي الإسلامي منذ ظهور الإسلام مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى غاية سقوط الإمبراطورية العثمانية.. تقدم - النسخة الفرنسية التي نحن بصدد تقديمها للقرّاء - نبذة عن منطقة المتوسّط قبل ظهور الإسلام وعن الحضارات القديمة التي تعاقبت عليها مع شرح للأسباب التي أفضت إلى سقوط الامبراطوريات القديمة.. بعد هذا التقديم تبدأ فصول المسيرة ال22 وهي تباعا: الرسول والخلفاء والقيادة الرّشيدة - الأمويون: دمشق العاصمة الأولى - الزخرفة المجسّمة - العباسيون: أوّل امبراطورية إسلامية (أفردت لهذا الفصل مساحة هامة تمّ التعريف خلالها بأهمّ الإنجازات التي شهدها العصر العباسي ولا سيما في الجانب المتعلّق بالفنون والمعمار وكذلك بأشهر شخصيات تلك الفترة على غرار أبو جعفر المنصور - هارون الرّشيد - ابراهيم بن الأغلب وأحمد بن طولون) - غزو الغرب: قرطبة عاصمة الأمويين في الأندلس - الخط: الفن الإسلامي المميّز - النساء والنّفوذ في المتوسّط في الإسلام - صقلية الإسلامية - الفاطميون: قرنان من السيطرة - الغرب الإسلامي ما بعد الأمويين - الهندسة الإسلامية: فلسفة المساحة - «وجعلنا من الماء كلّ شيء حي»: الماء في الإسلام - الفن المدجّن: الإرث الإسلامي في إسبانيا والبرتغال المسيحيتين - العصر الأيّوبي: صراعات وتعايش في سوريا في العصر الوسيط - المماليك: القاهرة مركز العالم الإسلامي الجديد - الحج في الإسلام - العلوم والموسيقى - العثمانيون: 6 قرون من الحكم - ظلال الجنّة: زخرفة الزّهور في الفن الإسلامي وأخيرا التأثيرات الغربية في الأراضي العثمانية. وأهمية الكتاب الذي بين أيدينا لا تكمن في تنوّع فصوله فحسب وإنّما أيضا في ثراء المعلومات الواردة في تلك الأقسام والمتعلّقة بالفن الإسلامي في شتّى مظاهره والمدعّمة بالصّور الحصرية المنتقاة من أشهر المتاحف العالمية. إذا أردت التعرّف على خصوصيات الفن الإسلامي سواء أكان معمارا أو خطا أو موسيقى أو زخرفة أو نقشا وإذا ابتغيت التأكّد من مدى تأثير هذا الفن في الحضارة الغربية فما عليك سوى تصفّح هذا الكتاب الفريد من نوعه ومن المؤكّد أن الفائدة حاصلة. المرامي والأهداف يمكن لمتصفّح الكتاب أن يكتشف عبر صفحاته التي يبلغ عددها 272 صفحة أن الهدف من وراء وضع هذا الدليل الثقافي هو التأكيد على أن الحضارة الإسلامية قد اندمجت مع الحضارات الأخرى عبر الفتوحات الإسلامية (تم تطعيم بعض الفصول بخرائط تبيّن الانتشار الإسلامي شرقا وغربا) التي ساهمت في نقل مختلف مكونات الثقافة الإسلامية إلى الحضارة الغربية ويأتي على رأسها الفن الإسلامي الذي أثر تأثيرا واضحا في الثقافة الغربية تترجمه نماذج للبناءات وللزخارف الإسلامية في المدن الأوروبية مثل صقلية وبعض المدن الإسبانية وكذلك في مقتنيات الفن الإسلامي التي ترقد في كبريات المتاحف العالمية والتي أثرت كتاب «اكتشف الفن الإسلامي في المتوسّط» ب380 صورة ملوّنة للآثار الإسلامية وهي نفائس نادرة تقع عليها عيوننا للمرة الأولى... تحف ومخطوطات ومقتنيات تختزل تاريخ حضارة امتدت قرونا ومازالت تغري المولعين بالنبش في الماضي بمزيد التقليب في الدفاتر القديمة لكشف المزيد من أسرار وآثار هذه الحضارة الشامخة.