اغتيال النائب محمد البراهمي يوم أمس المتزامن مع احتفالات عيد الجمهورية، أصاب الوسط الثقافي والفني بصدمة عميقة رغم تصريحات العديد منهم وتحذيراتهم منذ فترة من امكانية تواصل عمليات اغتيال السياسيين المعارضين وتزايد العنف في الشارع التونسي. في هذا السياق، أكد المسرحي وصاحب فضاء مسار صالح حمودة أنه سيؤجل برمجة الدورة الثانية لمهرجان "حومتنا الفنانة"، الذي كان من المنتظر انطلاقه اليوم 26 جويلية ليتواصل الى غاية 4 أوت وذلك بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي. صالح حمودة لم يجد الكلمات للتعبير عن عمق هذا المصاب واكتفى بالتأكيد على أنه سيلتحق صحبة مجموعة من فناني مسار والحركة الثورية الثقافية بالقوى الوطنية في الشارع مشددا على أن كل الحلول استنفدت ومن الضروري اليوم النزول إلى الشارع واتخاذ قرارات حاسمة للحفاظ على سلامة وأمن المواطنين. من جهتها أصدرت الحركة الثقافية الثورية بيانا على إثر اغتيال الشّهيد محمّد البراهمي أعلنت خلاله عن إيقاف كلّ تظاهراتها الفنّية ودعت منخرطيها وأنصارها وكافة الفرق الفنية والمهرجانات إلى ذلك وطالبتهم بالالتحاق الفوري بالشّوارع رفقة كلّ القوى الحيّة مطالبة بوضوح بالإسقاط الفوري للنظام. الفنانة ليلى طوبال اعتبرت أن الرسالة قد وصلت بعد أن تم اغتيال محمد البراهمي يوم عيد الجمهورية وذلك على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك مضيفة أن قلوب التونسيين لم تعد قادرة على تحمل كل هذا الحزن أمّا الدموع فجفت من عمق الألم قائلة:" لماذا تكرهوننا حد الموت؟؟". الممثل نصر الدين السهيلي، دعا من جهته للاعتصام حتى سقوط النظام واقتحام المجلس التأسيسي، حيث لم يعد للمسيرات السلمية معنى في بلد يهدر فيه دم مناضليه ومواطنيه أمّا الفنانة هند صبري فاكتفت بالقول على حسابها الرسمي بموقع الفايسبوك:"شرعيتكم ماتت" بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي وكانت قد هنأت قبل عملية الاغتيال الشعب التونسي بعيد الجمهورية قائلة:" اليوم عيد الجمهورية التونسية..المجد للشهداء الذين ضحوا بحياتهم كي تعيش تونس حرة مستقلة عبر تاريخها ولروح الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ..نموت ونحيا على عهدها حياة الكرام وموت العظام." مغني الراب الجنرال صاحب أغنية "ريس البلاد" التي أدخلته سجن بن علي عبّر عن حزنه العميق على حال البلاد قائلا ليس هذا ما حلمنا بتحقيقه في تونس الثورة مشيرا إلى أن التكالب على السلطة والكراسي من قبل الحكومة ومعارضيها كان وراء هذه الاغتيالات وآخرها النائب محمد البراهمي. الجنرال أكد أن مصير تونس ومستقبلها اليوم بيد شعبها لا حكومتها ولا معارضتها.