بدموع حزينة اقسم أمس عضو المجلس الوطني التأسيسي مراد العمدوني بدم الشهيد محمد البراهمي ان يعمل تيار الشعب كل ما بوسعه لاسقاط النظام الحالي الذي اعتبره صاحب المسؤولية الاولى لدوامة العنف التي اصبحت تعيشها البلاد بالاضافة الى الاغتيالات السياسية واستشهد العمدوني خلال ندوة صحفية بمنزل الشهيد بحي الغزالة بما اعتبره الخطابات الدينية المتطرفة وتصريحات بعض الوجوه السياسية والتوظيف الاعلامي واعتبرها كلها اسبابا مباشرة للاغتيالات. واشار العمدوني بصفة صريحة للائتلاف الحاكم وخاصة حزب النهضة في تورطه لما آلت اليه البلاد اليوم. واستنتج انه لا بد من اسقاط النظام في هذه المرحلة بالذات حتى لا تعيش البلاد منعرجا اخطر مما تعيشه حاليا. وثمن العمدوني التحركات التي شهدتها بعض الجهات احتجاجا على اغتيال البراهمي كما ثمن البادرة التي اطلقتها الجبهة الشعبية بدعوتها لاضراب عام وعصيان مدني. ومن جهته حذر الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي من ان تتحول الاغتيالات الفردية في تونس الى اغتيالات جماعية من خلال السيارات المفخخة. وكشف خلال هذه الندوة الصحفية عن معطيات امنية جاء فيها ان منذ نحو الاسبوع وخلال مجلس امناء الجبهة بلغته معلومات واضحة ومن مصادر وصفها بالموثوقة تحذره من اغتيال سياسي وشيك واكد ان هذه المعلومة وردت ايضا على شقيق شكري بلعيد وهو ما اثار موجة من التساؤلات حول الشخصية المستهدفة مؤكدا ان البراهمي كان ضمن الشخصيات المشكوك في امكانية اغتيالها. معلومات اخرى ساقها الهمامي باحتراز كبير مفادها ان جهاز الامن الموازي عاد للنشاط والاجتماع مرة اخرى وان الجناة يملكون خارطة للاماكن المحروسة بكاميرا مراقبة لتجنبها بالاضافة لتحصلهم على شرائح هاتف دون اسماء حتى يتجنب المعتدون القبض عليهم واستتنتج انه بترابط كل هذه المعلومات فان الجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال هي جهة غير معزولة وهو ما يؤكد انها جريمة دولة. وفي ما يتعلق باسم القاتل الذي كشفت عنه وزارة الداخلية خلال ندوة امس قال الهمامي ان الاسماء لا تهمنا لانه من الممكن ان تكون اسماء لقتلة ماجورين بقدر ما يهمنا الجهة السياسية التي تقف وراء عملية الاغتيال وجدد الهمامي موقفه بالدعوة الى حكومة انقاذ وطني تراسها شخصية وطنية توافقية يديرها عشرون عضوا لمدة ستة اشهر يحضرون خلالها لانتخابات لا يترشحون لها. وفي سياق متصل زار وفد من وزارة الدفاع منزل الشهيد لضبط الترتيبات المتعلقة بتشييع جثمان الفقيد من منزله بحي الغزالة بالعاصمة الى مقبرة الجلاز اذ من المقرر ان ترافق سيارة عسكرية الجنازة وغير مسموح بتجاوزها وذلك لتفادي ما وقع في جنازة شكري بلعيد وفي هذا الاطار رفضت عائلة البراهمي اي ممثل عن الرئاسات الثلاث او ممثلي الترويكا وحزب نداء تونس حضور الجنازة