بعد انسحاب عشرات النواب منه وتعليق البعض لنشاطهم فيه، بدا المجلس الوطني التأسيسي المطوق بالحراس أمس كئيبا صامتا، خفتت فيه الأصوات وقلّت الحركة،..ولم يتوفق مكتبه برئاسة الدكتور مصطفى بن جعفر إلى تنظيم اجتماعه المقرر منذ يوم أمس الأول نظرا لعدم اكتمال النصاب. ويعود ذلك إلى انسحاب النواب كريمة سويد وسميرة مرعي وضمير المناعي إلى جانب تغيب النائب محمد صالح شعيرات بسبب المرض في حين قرر النائب حاتم الكلاعي عدم حضور هذا الاجتماع رغم وجوده بالمجلس وقال إنه من غير المقبول تنظيمه في ظل انسحاب عدد من أعضائه، كما عبر عن رفضه أن يكون مكملا لنصاب الترويكا (الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس ومحرزية العبيدي النائبة الاولى لرئيس المجلس والعربي عبيد النائب الثاني لرئيس المجلس إلى جانب النائب بدر الدين عبد الكافي والنائبة هالة الحامي). وفي ما يتعلق بالنواب المنسحبين تجدر الإشارة إلى أنه رغم اتفاقهم على أن الوضع أصبح خانقا وأن اغتيال زميلهم الشهيد محمد البراهمي كان أشبه ما يكون بالزلزال، فقد اختلفت مواقفهم بشأن حل المجلس الوطني التأسيسي من عدمه. وفي هذا الصدد أوضح النائب محمد الطاهر إلاهي ممثل حركة التونسي للحرية والكرامة وهي امتداد لكتلة الحرية والكرامة أنه يساند المنسحبين من المجلس من أجل مزيد الضغط ولكنه مثله مثل النواب المكونين لمجموعته يختلفون مع المنسحبين حول نقطة جوهرية وهي حل المجلس.. وأضاف أنهم يقومون بمساع من أجل اقناع زملائهم المنسحبين بالعودة إلى المجلس وتحديد روزنامة عمل مضبوطة بقانون على أن لا تتجاوز 23 أكتوبر القادم، وذكر أن هذا الحل هو أفضل بكثير من القفز إلى المجهول. وبالإضافة إلى شخصه تتكون هذه المجموعة على حد قوله من النواب عبد الرزاق الخلولي ومحمد صالح شعيرات وابراهيم الحامدي وشفيق زرقين ورمضان الدغماني وسهير الدردوري. وبلغ عدد النواب المنسحبين من المجلس إلى حد أمس وفق معطيات جمعية بوصلة 60 نائبا ونائبة وهم على التوالي نجلاء بوريال ومحمود البارودي ومهدي بن غربية ومحمد شفيق زرقين ومحمد الحامدي والمنصف شيخ روحه ومحمد كحيلة ومحمد قحبيش وعبد القادر بن خميس وشكري قسطلي ومراد العمدوني وهشام حسني وعلي بالشريفة وفؤاد ثامر. كما أعلن عن انسحابه كلّ من: كريم بوعبدلي وصلاح الدين الزحاف وأحمد السافي وفتحي اللطيف وفاطمة الغربي ونفيسة مرزوقي والناصر البراهمي وحسناء مرسيط وصالح شعيب ومحمد العلوش وحطاب بركاتي ومية الجريبي وريم محجوب وسميرة مرعي ونعمان الفهري ومنجي الرحوي ومحمد كريم كريفة وفاضل الوج ومنى بن نصر وأميرة مرزوق والهادي الشاوش وسمير بالطيب وأحمد ابراهيم ونادية شعبان وكريمة سويد وفاضل موسى وسلمى بكار وسلمى مبروك وعصام الشابي ونجيب الشابي واياد الدهماني ورابح الخرايفي ومحمود الماي وقيس مختار وخميس قسيلة وابراهيم القصاص وعبد المنعم كرير وربيعة نجلاوي ومحمد علي نصري وعبد العزيز القطي وشكري يعيش وجمال القرقوري وضمير المناعي وسليم بن عبد السلام. ويضاف إلى هؤلاء النواب النائب أحمد الخصخوصي الذي أعلن عن استقالته من المجلس مؤخرا. وأكد النائب هيثم بلقاسم (كتلة المؤتمر) على أن التواصل مع النواب المقاطعين للمجلس يتم بصفة مستمرة من أجل اقناعهم بالعودة إلى المجلس والحوار حول جميع المسائل الخلافية باستثناء حل المجلس الوطني التأسيسي لأن تلك النقطة خط أحمر. وأضاف بلقاسم في تصريح صحفي بعد الانتهاء من اجتماع رؤساء الكتل الذي تغيب عنه رئيس الكتلة الديمقراطية محمد الحامدي النائب المنسحب، أنه تقرر تنظيم جلسة عامة يوم غد الخميس لتأبين النائب محمد البراهمي والجنود التسعة الذين تم اغتيالهم في الشعانبي. وأضاف أن رؤساء الكتل سينظمون اليوم اجتماعا ثانيا على أن تنتظم ندوة الرؤساء التي تتكون من رئيس المجلس الوطني التأسيسي ونائبيه ومساعديه ورؤساء الكتل ورؤساء اللجان القارة والمقرر العام للدستور يوم الجمعة. أما الدكتور بن جعفر فقد واصل مشاوراته مع ممثلي الأحزاب السياسية حول الوضع العام في البلاد.