دعوة لتوفير الغطاء السياسي للعمليات العسكرية شهد جبل الشعانبي أمس عمليات تدخل نوعية من قوات الجيش والأمن. ووفقا لبعض المصادر الأمنية شملت التدخلات عمليات تمشيط مرفوقة بالقصف بالرشاشات والمدفعية وأكد الأهالى القريبون من المنطقة أنها تدخلات قوية وغير مسبوقة حيث لا حظوا تحليقا مكثفا للطائرات الحربية وعمليات انزال لفرق من المظليين وتصاعدا كثيفا للدخان في مواقع مختلفة من الجبل وتوافد لتعزيزات كثيفة من فرق عسكرية وأمنية خاصة معززة بتجهيزات متطورة. وتؤكد هذه التدخلات الأمنية القوية وجود إرادة جديدة للتعاطي بجدية مع خطر الإرهاب بعد التراخى وغياب الإرادة السياسية طيلة الفترة الماضية في التعاطى بجدية وحزم مع خطر التطرف والإرهاب المحدق بالبلاد تراخ في السابق وتجدر الإشارة إلى أن الأهالى في القصرين وفي محيط جبل الشعانبي كانوا قد عبروا منذ بداية أحداث الإرهاب في الشعانبي عن استيائهم من عدم التعاطى بجدية مع الأحداث التى أدت حينها إلى الحاق أضرار بدنية فادحة بالعديد من الجنود جراء الانفجارات المتتالية للألغام. ورغم تواصل وتكرر انفجار الألغام وسقوط المزيد من الضحايا حتى خارج المنطقة العسكرية في الشعانبي لم يشهد الأهالى هناك الحشد العسكري والأمنى المتلائم مع خطورة الأحداث وحتى عملية تطويق الجبل كان فيها الكثير من الثغرات والتراخى إلى أن تم الإعلان فجأة عن انتهاء العمليات وزوال خطر الإرهاب من الشعانبي وربما كان يجب وقوع حادثة الكمين الفظيعة التى ذهب ضحيتها صفوة الجيش الوطني التونسي ليستفيق الجميع على أن الإرهاب استوطن في تونس وأنه يتعين المرور إلى السرعة القصوى في مواجهة المخاطر المحدقة يذكر أيضا أن الكثير من المحللين والخبراء تحدثوا سابقا عن وجود تراخ وعدم تقدير لحجم خطر الإرهاب الذي يهدد تونس ويقول بهذا الصدد نصر بن سلطانة الخبير في سياسات الدفاع والأمن الشامل في حديثه مع "الصباح" إنه للأسف كان هناك تساهل مع ظاهرة الإرهاب منذ البداية ورغم تحذيرات الأمنيين ونقاباتهم وعديد الخبراء لم يتم التعامل مع مسألة خطر الإرهاب بالحزم الكافى ويرجع محدثنا الأسباب وراء هذا التراخي إلى وجود أطراف تعتبر المؤمنين بالفكر المتطرف والإرهابي لا يهددون الأمن الداخلى وبعض الأطراف الأخرى ترى فيهم حلفاء للمستقبل كما أن النقاشات حول الفكر المتطرف واستيطانه في تونس ظل حبيس من يحذر ومن يرى في الأمر مبالغة وتهويلا مرحلة جديدة ويشير بن سلطانة إلى أننا وصلنا في تونس اليوم إلى مرحلة من الخطر خرجت فيها الجماعات الإرهابية عن دائرة المراقبة والسيطرة ودخلت في عمليات نوعية لكن بدخول الجيش التونسي وقوات الأمن بدورهم في عمليات نوعية هل ستكون لديهم الإمكانيات الضرورية للتصدى للمد الإرهابي؟ في إجابته على هذا التساؤل يؤكد نصر بن سلطانة أن الإرهاب وبعد استقراره في تونس وفي ظل الوضع الإقليمي المتفجر لن يكون من السهل التصدي له.ويستدل على الوضع في الجزائر التى رغم حيازة مؤسستها العسكرية على الخبرات والامكانيات الكبيرة لم تنجح بعد في القضاء على الإرهاب في المقابل يقول محدثنا إن للمؤسسة العسكرية التونسية أيضا الكفاءات للتعامل مع الظاهرة ولها من الامكانيات البشرية والمادية الشئ الكثير..لكن الإشكال يظل مطروحا في غياب الغطاء السياسي ووجود خطة واستراتيجية واضحة لمكافحة اللإرهاب في إطار مشروع وطنى جامع