مع تواتر الأحداث الأمنية في تونس منذ اغتيال الشهيد محمد البراهمي.. وما رافقها من ظهور للخلايا الإرهابية النائمة إلى العلن، حرصت مصالح وزارة الداخلية على تعقب المتورطين في هذه الأعمال الإجرامية.. لتتمكن في ظرف وجيز من إلقاء القبض على عدد هام من المطلوبين أبرزهم المدعو عزالدين عبد اللاوي المتورط في اغتيال شكري بلعيد والذي ألقي عليه القبض أثناء اقتحام منزل بضاحية الوردية بتونس العاصمة.. ومباشرة بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي، لم تنتظر الوزارة كثيرا لتعلن بعد يوم من تنفيذ العملية عن كشفها لهويات المتورطين.. خاصة بعد الانتقادات التي طالتها بوجود اختراقات في صلبها، واتهامات لقيادات أمنية رفيعة المستوى بتشكيل جهاز أمن مواز.. وهو ما نفاه أمس الأول بن جدو الذي طالب بالكف عن استهداف المؤسسة الأمنية، وايقاف ما وصفها بحملة التشكيك المنظمة.. متحديا أي طرف أن يثبت وجود جهاز أمن مواز.. لكنه لم ينف في المقابل وجود بعض العناصر الأمنية التي تتصرف بصفة فردية وتحاول التقرب من بعض الأحزاب. وتتالت عمليات الإطاحة بالعناصر الإرهابية في مختلف الجهات من الجمهورية خاصة إثر الجريمة النكراء التي راح ضحيتها 8 جنود من الجيش الوطني.. وكان آخرها نهاية الأسبوع الفارط حيث تم حجز كميات كبيرة ومتنوعة من السلاح والقبض على متورطين في عدد من القضايا. ويذكر أنه ومنذ اغتيال شكري بلعيد، تم إماطة اللثام عن كتيبة عقبة بن نافع والناشطة في تونس تحت لواء ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.. وقد أكد وزير الداخلية خلال تصريح له ليلة الأحد عقب النجاحات الأمنية الأخيرة، أن نفس التنظيم مسؤول عن كل الحوادث الأمنية الأخيرة.. نافيا تورط تنظيم أنصار الشريعة بصفة مباشرة وكلية في الأحداث الأخيرة.. على الرغم من انتماء بعض الموقوفين إلى هذه الجماعة. وقال في نفس الإطار: "ليس كل السلفيين هم إرهابيون.. بل أغلبهم وطنيون.. وفئة قليلة من المتمتعين بالعفو التشريعي العام في قضية سليمان عادوا إلى ممارسة الإرهاب وحمل السلاح ضد الشعب..".