أعلن أمس الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي، عن استعداد "الترويكا" للقبول بمبدإ استقالة الحكومة وتكوين حكومة كفاءات وطنية برئاسة شخصية وطنية مستقلة تتكفل بتسيير شؤون البلاد إلى حين إجراء الانتخابات وجاء تصريح العباسي إثر اجتماع جمع الأطراف الراعية للحوار وممثلين عن الترويكا على رأسهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، وذلك بمقر الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي من جهتهم أكد ممثلو "الترويكا" أنهم تقدموا بمبادرة تتضمن استعدادها للقبول بتخلي الحكومة الحالية، وفق جدول زمني محدد. وقال الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل بوعلي المباركي أن العباسي سيقوم اليوم بعرض هذه المبادرة على المعارضة.. مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على تجنب الإعلان عن التفاصيل في الوقت الراهن درءا للتصعيد وتجنبا للتصريحات والتصريحات المعاكسة والتأويلات التي من شأنها أن تعكر المناخ العام للمشاورات.. وكانت الأطراف الراعية -خلال اجتماع لها بحر الأسبوع الجاري- قد حددت سقفا زمنيا ل"الترويكا" كان من المفروض أن ينتهي اليوم، لإعلان موقفها النهائي من مبادرة المنظمة الشغيلة.. من جهته أكد القيادي في التكتل من أجل العمل والحريات المولدي الرياحي، الذي كان ضمن وفد الترويكا، أن القبول باستقالة الحكومة الحالية يأتي في إطار تقريب وجهات النظر، وتجنب التصعيد مع الأطراف المعارضة، التي يجب أن تتفهم موقف "الترويكا" لأن الوصول إلى نتائج فعلية يتطلب تقديم تنازلات من جميع الفرقاء، وإعلاء مصلحة البلاد بعيدا عن المواقف المتشنجة والآفاق الضيقة كما أشار الرياحي إلى أن موافقة المعارضة على المبادرة سيعجل بالانطلاق في الحوار الوطني حول تحديد ملامح حكومة الإنقاذ.. خاصة وأن الوضع العام لم يعد يحتمل التأجيل والتمديد وبخصوص المجلس التأسيسي، أكد ممثلو "الترويكا" على ضرورة استئنافه لعمله في أقرب الآجال والنأي به عن التجاذبات السياسية ضمانا لاستمرار السير الطبيعي لاستكمال الاستحقاقات التشريعية وعلى رأسها الانتهاء من وضع الدستور والمصادقة على الهيئات المنبثقة عنه في أقرب الآجال من أجل المرور إلى الانتخابات ومن المنتظر أن يجتمع اليوم الأمين العام لاتحاد الشغل بممثلين عن جبهة الإنقاذ لاطلاعهم على المبادرة التي تقدمت بها "الترويكا" أمس في سياق آخر، تواصل أحزاب المعارضة التنسيق فيما بينها، حيث كان للجبهة الشعبية أمس لقاء بالتحالف الديمقراطي.. وقد أكد القيادي في الجبهة زياد الأخضر أن هذا الاجتماع كان إيجابيا وتم خلاله التأكيد على التمسك بمبادرة اتحاد الشغل كحل وحيد للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي الراهن، مشيرا إلى أن التوافق حاصل بين جميع الأطراف المكونة لجبهة الإنقاذ حول مبادرة منظمة الشغل وقال الأخضر أن الجبهة ستتعامل بإيجابية مع مبادرة "الترويكا" في حال تطابقها مع مبادرة الاتحاد، محذرا في نفس السياق من مغبة مواصلة النهضة وشركائها سياسة الهروب إلى الأمام.. وفي ذات الإطار حذرت بعض الأحزاب المنتمية لجبهة الإنقاذ من الاستمرار في المماطلة، حيث أكد علي رمضان رئيس حزب العمل على الالتجاء إلى الضغط ومواصلة التعبئة الشعبية، مشيرا إلى أن اعصتام الرحيل سيتواصل ما لم تلتزم "الترويكا" بمبادرة اتحاد الشغل من جهته دعا القيادي في حركة الشعب زهير المغراوي، إلى ضرورة انتهاء المشاورات نهاية الأسبوع الجاري.. مؤكدا خيار الضغط الجماهيري في حال استمرار المناورات السياسية من قبل "الترويكا" وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج لقاء الحسم بين العباسي وجبهة الإنقاذ اليوم، يبقى التساؤل مطروحا عن مآل الأمور في حال رفضت المعارضة مبادرة الترويكا؟ خاصة وأن الكرة الآن في ملعب المعارضة