لم يهدأ طوال الأسبوع المنقضي قصف جبلي الشعانبي و سمامة بالمدفعية الثقيلة مع عمليات تمشيط واسعة في محيطهما لمنع تسلل الارهابيين المتحصنين في مرتفعاتهما الى مواطن العمران .. ولئن كانت الضربات المدفعية متباعدة ومتقطعة على الجبلين حسب التطورات الميدانية فان تلك الموجهة الى محمية الشعانبي تحولت في نهاية الاسبوع وتحديدا خلال الليلتين الفاصلتين بين الجمعة و السبت و الاحد الى قصف عنيف جدا لم تعرفه مرتفعات «التلة» سابقا سواء من حيث قوة الضربات او من حيث صدى الانفجارات الكبيرة التي تخلفها الى درجة ان متساكني القرى المحيطة بالجبل وخاصة تلك الواقعة شرق وجنوب الشعانبي مثل «الدغرة» و «اولاد يحيى» و«فج بوحسين» و «المنقار» أكدوا لنا انها اصابتهم بالرعب لان منازلهم أصبحت تهتز عند كل انفجار وبعض اثاثهم تهشم من جراء ذلك الى درجة انهم اصبحوا يفكرون في مغادرة منازلهم القريبة جدا من المحمية حيث تتركز أغلب عمليات القصف .. أدت العمليات العسكرية الجارية منذ أكثر من شهر ونصف بالشعانبي والقصف الجوي و المدفعي الذي رافقها إضافة الى عمليات التمشيط الناري بالرشاشات الثقيلة الى هروب حيوانات المحمية و خاصة «الادم» (غزال الجبال) و«الارو» التي تفضل الهدوء.. فحسب متساكني القرى المحيطة بالشعانبي فانهم منذ فترة لم يشاهدوا اي حيوان منها وهم يؤكدون ان أعدادا كبيرة هربت من المحمية في اتجاه جبل « خشم الكلب « جنوب الشعانبي و ربما تجاوزته الى الاراضي الجزائرية فيما أكد لنا آخرون انهم لاحظوا مؤخرا تواجدا ملحوظا للضبع المخطط و ان بعضهم اضطر لقتله (رغم ان ذلك ممنوع) خوفا من اقترابه من مقابرهم لنهش جثث الموتى المدفونة فيها و خاصة تلك التي توفي أصحابها منذ وقت قصير.. وافادونا ان ظهور الضباع فيه اشارة الى تواجد حيوانات ميتة في الشعانبي جاءت الضباع لاكل بقاياها و هو مؤشر على ان بعض غزلان «الادم» و«الارو» تم ذبحها مؤخرا من طرف الارهابيين للتغذي بلحومها بعد ان تم تفكيك أغلب شبكات التموين.