بعد اعلان الرباعي الراعي للحوار الوطني قبول حركة النهضة للمبادرة بوقت قصير نفت الحكومة نيتها في الاستقالة وهو ما اعتبرته المعارضة «انقلابا» سريعا ومناورة جديدة من الحركة لربح المزيد من الوقت. وشددت قيادات جبهة الانقاذ على مواصلة التحركات الشعبية في مختلف الجهات لمزيد الضغط من أجل القبول بمبادرة الرباعي واجبار الحكومة على الاستقالة للخروج بالبلاد من الأزمة التي تعصف بها منذ شهرين . و في الوقت الذي حذر فيه عصام الشابي القيادي في الحزب الجمهوري من تداعيات التشويش على المنعرج الحاسم فانه شدد على ضرورة التقاء الفرقاء السياسيين للبحث عن سبل للخروج من الأزمة الحادة. واكد ان الحزب الجمهوري يتعامل بحذر وبجدية مع المواقف التي تطرح على الساحة السياسية .مضيفا «نحن نعتقد ان الموقف الأخير لحركة النهضة فيه قبول صريح بالمبادرة وبخارطة الطريق وهو ما يزيل العقبات التي كانت موجودة في اطار الحوار الوطني .ونحن فهمنا التوضيح الذي اصدرته الحكومة كان في اطار الرد على اخبار تداولتها بعض المواقع الالكترونية بشأن استقالة الحكومة أول أمس في حين ان خارطة الطريق تنص على ان تتعهد الحكومة خلال الجلسة الأولى للحوار الوطني بتقديم استقالتها عندما يتمكن المجلس التأسيسي في بحر أسبوعين من تكوين هيئة الانتخابات وتحديد تاريخ نهائي لها .وبالتالي لم نكن ننتظر ان تعلن الحكومة قبل الحوار عن استقالتها ولذلك لم نر في التوضيح أي تضارب مع موقف النهضة. نحن اليوم بصدد التفاوض حول الصيغ الاجرائية لانطلاق الحوار الوطني « واكد الشابي ان الحزب الجمهوري سيعمل ضمن جبهة الانقاذ على الاعداد الجيد للحوار وللمفاوضات القادمة التي لا تقل صعوبة عن مرحلة فرض الحوار الوطني على حد تعبيره. سياسة «البواب الدوار» وأرجع لزهر العكرمي الناطق الرسمي لحزب نداء تونس ما حصل الى وجود تجاذبات كبيرة داخل حركة النهضة وصلت الى حد مواقف متناقضة من جهات رسمية مما جعل رؤية الحكومة غير متطابقة مع رؤية الحزب الذي اختارها . ولم يستبعد ان يكون مجرد سيناريو ستتراجع عليه الحكومة لتقبض حركة النهضة ثمنه على طاولة الحوار .متابعا «النهضة تنتهج سياسة «الباب الدوار» حيث اصبحت معروفة ب «المخاتلة « فما يصرح به زعيم الحركة راشد الغنوشي قد يعتبره غيره من القيادات انه مجرد موقف شخصي في اطار توزيع أدوار .والأكيد ان ال 24 ساعة القادمة ستشهد تطورا في المواقف ومهما كانت المعطيات فاننا لن نتوقف عن التحرك الى حد توضح مختلف الملابسات». ومن جهته كشف سمير بالطيب القيادي بحزب المسار وجبهة الانقاذ انه كان ينتظر السيناريو الذي أقدمت عليه حكومة «الترويكا» لتؤكد رفضها لقرار الاستقالة .وعلل ذلك بتعوده على تراجع حركة النهضة وعدم التزامها باتفاقاتها سابقا مثلما حصل بعد الحوار الوطني بقصر الضيافة. مضيفا «النهضة وزعت الأدوار والتكذيب يأتي هذه المرة من طرف من خارج الحزب في اطار تنسيق تام. ولا ننسى ان علي العريض تحول الى قائد للصقور باعتبار دفاعه على الحكومة و»كراسي» وزرائه .سنواصل نضالاتنا واذا لم تقبل النهضة استقالة الحكومة اليوم فانها سترضخ وتقبل غدا ...لن نهدأ ونرتاح بل اننا سنواصل ضغوطنا « محاولة للارباك واعتبر مراد العمدوني ان قبول حركة النهضة لمبادرة الرباعي مجرد مناورة لربح الوقت لان النهضة تعودت على مخالفة اتفاقاتها سواء من خلال أشغال المجلس التأسيسي أو الاتفاق حول مدته على حسب تعبيره. واضاف العمدوني ان الغاية الحقيقية لحركة النهضة هي ربح الوقت ومزيد التمكن من مفاصل الدولة ومحاولة ارباك التحركات الشعبية التي دعا لها الرباعي .مشددا على ان الحكومة صرحت بما يناقض ما اعلنته الحركة لخلق مساحة للمناورة وهي معطيات تجعل لا يمكن الحكم الفعلي الا بعد الامضاء على استقالة الحكومة على حد قوله. وتابع محدثنا قائلا «سنواصل تحركاتنا النضالية الى حد تحقيق اهدافنا مهما كلفنا من تضحيات».