تباينت امس ردود أفعال السياسيين بشأن التصريحات الخطيرة التي كشف عنها هيئة المبادرة الوطنية لكشف حقيقة اغتيال بلعيد والبراهمي.. فقد تمسكت المعارضة بدعوتها استقالة الحكومة وصدرت تصريحاتها خصوصا من قياديين بجبهة الانقاذ الوطنية وأساس من الجبهة الشعبية خلال مسيرة امس التي نظمتها الجبهة للمطالبة بكشف قتلة بلعيد والبراهمي, في حين استغرب قياديون بحركة النهضة من تصريحات العقيلي ووصفت الاتهامات الموجهة لها ب"الكاذبة". وتعليقا على الندوة الصحفية للعقيلي اعتبرت حركة النهضة في بلاغ اعلامي اصدرته امس تصريحاته "تصعيدا" ومن ورائه "محاولة لإفساد مساعي الحوار الوطني بعد أن اقتربنا من انعقاد جلسته الأولى وهو ما يعكس رغبتهم في التهرب من الحوار وحقيقة موقفهم من مبادرة رباعي المجتمع المدني." وقالت الحركة "إن ما ورد من تهم وتصريحات هي ادعاءات باطلة لا تنطلي على أحد وهي تهدف لتشويه حركة النهضة وتبرير لعودة دعوات التصعيد والصدام بعد أن فشلت خلال الأسابيع الماضية." علما ان الحركة وجهت اليها اصابع الاتهام بكونها سهلت وتعاونت مع مورطين في اغتيال بلعيد من جماعة عبد الحكيم بلحاج الليبية..والتستر على من نفذ وخطط عملية الاغتيال.. يذكر ان الطيب العقيلي عضو الهيئة ذكر امس انه تم استقبال زعيم انصار الشريعة الليبية عبد الكريم بلحاج كضيف شرف في الذكرى 2 للثورة الذي نظمه شباب حركة النهضة في ديسمبر 2012 بحضور قيادات نهضوية على راسهم البحيري و كمال النابلي الذي خصه باستقبال رسمي وايضا العجمي الوريمي.. وفي ديسمبر 2011 قابل راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة عبد الحكيم بلحاج في ليبيا مع كاتب الدولة للشؤون الخارجية القطري و يوسف القرضاوي وبين العقيلي كيف ان الادارة العامة للامن الوطني اصدرت في 4 جانفي 2013 تعليمات تقضي بتحديد مكان تواجد عبد الكريم بالحاج لضلوعه في التحضير لاعمال ارهابية في تونس وفق وثيقة بامضاء وحيد التوجاني. لكن العجمي الوريمي المكلف بالاعلام سارع في تصريح للصباح نيوز الى التقليل من اهمية تصريحات العقيلي، وأكد ان "الأبحاث لا تزال جارية في ما يهم قضيتي الاغتيال والمسألة من شان القضاء." وقال: "الآراء والفرضيات والتخمينات لا تعتبر حقائقّ، ولا يمكن ان نعلق على فرضيات صادرة عن هيئة لا تعتبر الأصلي للحقيقة." واضاف ان ما تم الافصاح عنه من قبل الطيب العقيلي غير صادر عن نتائج ايحاث امنية او قضائية." وبين ان اي طرف سياسي او حقوقي يريد ان يريط بين الأشياء فهذه فرضيات والجهات الأمنية والقضائية وحدها كفيلة بتبيان الارتباطات وكشف الحقيقة". تجدر الإشارة الى أن المكتب السياسي لحركة النهضة عقد امس اجتماعا عاجلا للرد على تصريحات اعضاء هيئة الكشف عن قتلة بلعيد والبراهمي. تصريحات غير مسؤولة كما وصف زبير الشهودي مدير مكتب رئيس حركة النهضة تصريحات العقيلي ب"غير مسؤولة وغير قانونية وتدخل في اطار التشويش على الحوار الوطني" مشيرا الى ان مكتب الشؤون القانونية للحركة سيجتمع اليوم لبحث الرد عليها والدفاع عن قيادات النهضة. خطيرة جدا من جانب المعارضة تباينت المواقف والآراء فهناك من نادى بوقف الحوار الوطني فورا، وهناك من دعا الى التعقل واستغلال منبر الحوار الوطني للكشف عن الحقيقة ودفع الحكومة نحو الاستقالة على غرار ما صرح به قياديون في الحزب الجمهوري وفي التيار الشعبي لدى مشاركتهم في مسيرة امس.. ووصف الأمين العام لحزب نداء تونس الطيب البكوش في تصريح اعلامي المعطيات التي تم الكشف عنها العقيلي ب"الخطيرة جدا". وأضاف أنّ جبهة الإنقاذ الوطني ستجتمع اليوم الخميس لتدرس هذه المعطيات وسيكون لها موقفا مشتركا، حسب قوله. في المقابل أكّد الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي، أن الوثائق التي كشفت عنها الندوة كافية لأن ترحل الحكومة الحالية. وأوضح في تصريح لشمس أف أم، أن "رحيل الحكومة ليس بناء على فشلها الاقتصادي والسياسي والديبلوماسي، الذي هو أمر واقعي وملموس، بل فقط على المعطيات التي تم تقديمها اليوم في الندوة الصحفية، مؤكدا أن الحكومة سقطت أخلاقيا وداعيا إلى مساءلتها ومحاسبتها." من جهته اكد المحامي خالد الكريشي في برنامج مي دي شو إنّه على ضرورة الالتجاء الى القضاء لأنه الوحيد القادر على الفصل في مثل هذه الملفّات، حسب قوله. واستغرب من انتصاب بعض الأطراف كقضاة تحقيق يكيلون التهم وبصدد الإفتاء وهو ما يشوّش عمل قاضي التحقيق، مؤكّدا أنّه من الضروريّ الاحتفاظ بسرية التحقيق خاصّة أمام التعاطي الهائل لوسائل الإعلام مع هاتين العمليتين. وأوضح الكريشي أنّ حملة التحريض التي تعرض لها كلّ من البراهمي وبلعيد كان مصدرها واحد، "ومع ذلك لم تتحرّك الحكومة"، مؤكّدا أنّ جزاء هذه المسؤولية الأخلاقية والسياسية تقديم الاستقالة، لأنّ عجز حكومة عن حماية شخصيات سياسيّة دليل على فشلها على حدّ قوله. واعتبر أنّ الحكومة الحالية تعتمد سياسة الهروب إلى الأمام لكن على الجميع تحمل مسؤوليته. يذكر ان الطيب العقيلي عضو المبادرة الوطنية للكشف عن حقيقة اغتيال البراهمي وبلعيد كشف ايضا عن وثائق رسمية وتسجيلات تؤكد ارتباط تنظيم أنصار الشريعة المحظور والجهة المنفذة لعمليات الاغتيال في حق الشهيدين شكري بلعيد والبراهمي بالجماعة الليبية المقاتلة التي يتزعمها عبد الحكيم بالحاج الذي تربطه علاقات بقيادات حركة النهضة. وأوضح أن الجهات الأمنية لم تكشف عن ارتباط عبد الحكيم بالحاج حتى لا تحرج حزب حركة النهضة الذي تربطه علاقات معه. وعرض صورا قال إنها للقاءات جمعت قيادات من حركة النهضة مع الليبي عبد الحكيم بلحاج. وكشف عن وثيقة لوزارة الداخلية تفيد أن عبد الحكيم بالحاج دخل خلسة إلى تونس للتخطيط بمساعدة القيادي في حركة النهضة بالجنوب الشرقي صالح البشيني للتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية.