يواصل عازف البيانو التونسي المايسترو شادي القرفي عمله الفني وتجاربه الموسيقية بثبات وبصمت.. يتجاوز العقبات بالمزيد من العمل والتفاني والإصرار على الإبداع لإيمانه بان العمل وحده الذي يبقى والذي يحفظ ذكر الفنان.. فبعد عروض السنوات الفارطة والتي أدتها مغنية الأوبرا السورية لبانة القنطار ونور الدين الباجي وبعد مشاركته في اركسترا شباب البحر الأبيض المتوسط كقائد اركسترا مساعد بمرسيليا ومجموعة من اركسترا برلين الفيلارموني الشهير كقائد اركسترا ضيف يضع المايسترو شادي القرفي هذه الأيام اللمسات الأخيرة لعرض "كلاسيكو" الذي سيقدمه للجمهور يوم17 اكتوبر الجاري في فضاء التياترو بمناسبة الاحتفال بإنشاء الرابطة التونسية لحقوق الفنان والتي تضم الفنانين بكل أطيافهم وتوجهاتهم. كما يقدم عرض"كلاسيكو" يوم 19 من نفس الشهر في افتتاح مهرجان الاكتوبر الموسيقي في صفاقس. وبالمناسبة التقته "الصباح" وتحدثت معه عن هذا العرض وسألته تفسيرا لمغامرة ولتجربة موسيقية غير مسبوقة وهي إعادة توزيع معزوفات عالمية. «كلاسيكو» لم هذا العنوان وماذا تقصد به؟ - اخترت "كلاسيكو" عنوانا لعرضي الموسيقي لأنني سأقدم معزوفات موسيقية كلاسيكية ولكن بآلات موسيقية مختلفة عربية بالأساس وهي أول تجربة في العالم كما انها تختلف عن تجربة موزارت المصري التي قدمت في مصر. سأستعمل فيها العود والناي والكونترباس والبيانو والإيقاع. وسنقدم في "كلاسيكو" معزوفات لفيفالدي (الفصول الأربعة : نموذج الشتاء) و"انفنسيون رقم 13" لجون سيباستيان باخ و"رقصة طيران الدبور" لريمسكي كورساكوف. ويحتوي البرنامج أيضا على لحن أنجز خصيصا للعرض وهو للملحن السوري شفيع بدر الدين عنوانه "آسيا "إضافة إلى عدد من المعزوفات الموسيقية الكلاسيكية الاذريبجانية ك"فنطازيا جاهكاره" لحسن روزي و"شهنازصياغي" و"بخشكورد" لمحمد عادل جراي و"الربيع" لتوفيق كولياف إلى جانب مقطوعات تركية لأدهم وسنطوري افندي. هل وجدت صعوبة في تنفيذ فكرتك هذه وتغيير الآلات الغربية للموسيقى الكلاسيكية بالآلات الوترية العربية والشرقية؟ - طبعا هي مغامرة احتاجت إلى مجهود كبير تمثل في إعادة توزيع المقطوعات لانها بالأساس موسيقى مكتوبة لغيّر هذه التركيبة وأنا أضفت لها الخطوط الهرمونية والكنترابنطية والتوزيع الاركسترالي الذي يتطلب جهدا كبيرا لم يسبق أن أنجز في تونس ولا في العالم العربي ولكن كل الصعوبات تذللت لأنني تعاونت مع عازفين تبنوا معي هذا المشروع ولأنهم في مستوى تقني عالي في العزف وهم هشام البدراني عازف الناي بشير الغربي عازف العود ونيكولاي نينوف على الكونترباس ونصر الدين الشبلي عازف إيقاعات مختلفة هندية وشرقية وعربية وتركية... اشتغلت في الصيف على مشروع "شرق 2" ولكننا لم نشاهده لماذا؟ - صحيح عملت على مشروع "شرق 2" وتعاونت فيه مع المغنية اللبنانية عبير نعمة وقدمت ملفي لوزارة الثقافة واعتقدت أني سأحصل على عروض لأنه يستجيب لكل الشروط ولكن للأسف لم احظ بأي عرض في أي مهرجان لا دولي ولا وطني ولا محلي أولا وهذا اعتقادي لان المهرجانات لم تتم في ظروف عادية ثانيا لان المشرفين على المهرجانات وعلى وزارة الثقافة "رجعوا إلى أصلهم" في برمجة العروض التجارية حيث وجدنا نفس الأسماء السابقة تقريبا والقادمة من الشرق حتى ان البعض تصوروا استقدام فضل شاكر الذي أصبح منبوذا في كل البلدان العربية إلا في تونس التي تقدم إذاعاتها وفضائياتها أغانيه وانتظر البعض الآخر ان يبرمج في قرطاج لتكتمل الصورة القديمة. كما ان التوجهات العامة للموسيقى في تونس فتحت المجال أمام كل من هب ودب من الهواة خصوصا ومن أشخاص بعيدين على الميدان الموسيقي ليتساووا مع المحترفين، وهذا أمر مخالف للقوانين والأعراف لان الهواة مكانهم في الاركاح (جمع ركح) المخصصة لهم كما أنهم لا يجب أن يتقاضوا أجورا مرتفعة مثلهم مثل الموسيقيين الذين يقضون حياتهم من اجل الفن هذا إلى جانب الولاءات الحزبية التي لم تكن ولن تكون ضمن اهتماماتي. ويمكن القول بانه مشروع مؤجل.