حذرت إدارة حفظ الصحة وحماية الوسط من تعمّد استعمال المياه المستعملة معالجة كانت أم لا في ريّ الخضروات وخرق الضوابط والتراتيب المنظمة لإعادة استغلال هذا المورد المائي. يأتي هذا التحذير في سياق رصد حالتي تجاوز في استعمال المياه المعالجة لسقي أنواع من الخضر هذه السنة لدى اثنين من الفلاحين بولايتي المهدية والقصرين، تم التفطن لهما والتدخل بإتلاف كامل النتوج. باعتبار حظر استعمال هذه المياه في إنتاج هذا الصنف من الزراعات. وكان منشور مشترك ممضى من خمس وزارات يتعلق بالأنشطة المعززة لسلامة البيئة تطرّق إلى هذه المسألة وشدّد على وجوب مقاومتها عبر الدعوة إلى "ملازمة اليقظة للتصدي لعمليات ريّ المزروعات بالمياه المستعملة التي لا تحترم القوانين والتراتيب الجاري بها العمل." وذلك على ضوء ما تمّ رصده من الجهات الرّسمية "من تعمّد البعض استعمال مياه الصّرف الصحي الخام والمعالجة لريّ الخضروات في تعارض مع التراتيب المعمول بها .." وفق ما ورد بالمنشور. وبالنظر لما يطرحه موضوع استعمالات المياه المعالجة أو الخام من تساؤلات و مخاوف في علاقة بخطر تداعياتها على الصحة والبيئة، سيما أن الوضع البيئي العام يشهد منذ فترة تدهورا لافتا، اتصلنا بمدير عام حفظ الصحة وسلامة المحيط بوزارة الصحة محمد الرابحي الذي شدد على أهمية التوقف عند مثل هذه المحاور لإنارة الرأي العام والرفع من وعي المواطن عامة والفلاح على وجه التخصيص باحترام التراتيب المنظمة لاستعمالات هذه المياه درءا لأيّ مخاطر صحية. وبيّن أنه في فترات شحّ الأمطار واستمرار الجفاف يعمد بعض الفلاحين (ورغم أن العدد قليل فإنه مدان) إلى استغلال المياه المستعملة في ريّ المزروعات سواء كانت معالجة أو خاما. مذكرا بأنه من بين المخالفات التي تم التفطن لها استعمال مياه معالجة من قبل أصحاب بيوت مكيفة لريّ الخضروات. معلوم أن المياه المعالجة تخضع لشروط وتراتيب محدّدة للمجالات الفلاحية المسموح باستخدامها لهذه النوعية من المياه وباشتراطات وتقييدات دقيقة، منها التحجير التام لاستعمالها في ريّ الخضروات والمنتجات التي تستهلك طازجة وعدم استعمالها في رش ثمار الأشجار من فوق ..و حصر استعمالها فلاحيا بشروط في إنتاج الأعلاف على سبيل المثال أو ريّ الأشجار المثمرة على أن تكون ثمارها بعيدة عن مصدر الماء .فيما يفترض الالتزام الكلي بحظر استعمال المياه المستعملة الخام في إنتاج الخضروات. وحول المضار المترتبة عن استعمال المياه المستعملة قال د الرابحي "أحببنا أو كرهنا تبقى المياه المستعملة غنية بالجراثيم الضارة وحتى عند معالجتها فهي غير مضمونة بصفة مطلقة لأن تكون خالية من هذه العناصر ومن هنا يتأتى واجب الحذر من استعمالاتها في المجالات الفلاحية.." وأضاف بأن مصالح حفظ الصحة تلازم اليقظة والمراقبة خاصة للزراعات المحاذية لضفاف الأودية. وتتدخل بإتلاف الزراعات حالما يقع التفطن للتجاوزات.معولا على تفاعل المواطنين في معاضدة الجهد الرقابي والتبليغ عن أي حالات مشبوهة يتعمّد فيها فلاحون الري بالمياه المستعملة.