لم يكن أحد يتوقع ان يصل العجز المادي والاحتياج باولياء عدد ليس بالقليل من التلاميذ في عمر الزهور الى الانقطاع عن التعليم ومقاعد العلم والنور بهذه السهولة والغفلة عما سيصبح عليه هؤلاء من جهل يهدم حداثة بلادنا ويعصف بالمكاسب التي تحققت بفضل العلم والمعرفة التي كانت منطلقا لوطن لا يمكن من الثروات الا ذكاء ابنائه وقدراتهم الذهنية الخلاقة. من هذا المنطق وبدافع الوطنية والغيرة عن أبنائنا التلاميذ، ركزت جمعية تنمية العلوم والمعارف بولاية تطاوين جهودها على الاحاطة والاهتمام بالمنقطعين عن التعليم في سن مبكرة اعتبارا لتزايد عددهم من سنة الى اخرى وخوفا من ضياع اغلبهم دون تكوين أو توفير ظروف اندماجهم في الحياة العامة. وقد اجتهدت الجمعية في اعادة 7 من التلاميذ المنقطعين عن الدراسة هذا العام من جملة 18 تلميذا مسجلين لديها غادروا مقاعد التعليم بسبب الفقر والاحتياج لا غير وهو مؤشر خطير حسب ما اكده محمد بوخبزة رئيس الجمعية ل"الصباح" مضيفا بالقول "اننا بصدد توعية ودفع حوالي 147 طفلا وطفلة منقطعين عن التعليم من السنوات السادسة والسابعة والثامنة اساسا وهي مستويات لا تسمح لهم بالاندماج في سوق الشغل والعمل في هذه السن المبكرة. وقد انخرطت هذه الجمعية في منظومة مشاريع البنك الدولي الذي رصد اعتمادا مهمّا عن طريق الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي على ذمة مكونات المجتمع المدني لتفعيل دورها على الساحة المحلية وكان نصيب هذه الجمعية حوالي ثمانين الف دينار ستة وستين الف دينار منها تصرف كمنح شهرية لخمسين منتفعا في برنامج اعادة ادماج والبقية لتأجير مكوّنين من بين حاملي الشهادات العليا لتأطيرهم طيلة الستة اشهر الاخيرة من العام الجاري.. ويذكر ان عدد المنقطعين عن الدراسة في ولاية تطاوين تجاوز الآلاف لاسباب متعددة حسب ما افاد به المندوب الجهوي للتربية في الجهة فيما أوضح علي عدالة مدير مركز التكوين والتدريب المهني الوحيد في الجهة بان المركز مازال ينتظر الراغبين في التكوين داخل ورشاته ولم يسجل الى حد الآن في السنة التكوينية الجديدة الا حوالي اربعمائة راغب في التكوين عدد كبير منهم غير منقطعين عن التعليم وغيروا مسار دراستهم عن طيب خاطر علما وان طاقة المركز تزيد عن الستمائة متكون ومتدرب, ان الارقام المسجلة تبعث عن الحيرة والخوف عن مستقبل الاجيال الجديدة مثلما عبر عن ذلك رئيس جمعية تنمية العلوم والمعارف الذي اصر على مواصلة الجهد من اجل انقاذ اكبر عدد ممكن من الجهل والضياع في غياب هياكل اخرى معنية عليها ان تتحرك في مثل هذه الظروف.