تتواصل عمليّات اجتيازالحدود البحريّة خلسة خلال هذه الأيام بنسق حثيث رغم الفواجع والمآسي، إذ مازالت السّواحل الإيطالية ومن بعدها المعتقلات"تستقبل" المزيد من المهاجرين غيرالشرعيين.. عرب وأفارقة بينهم مئات التونسيّين وفق آخرإحصائية إيطالية نشرتها وسائل الإعلام الإيطالية.. وآخرهذه العمليات تمثلت في إنقاذ ستة"حارقين" تونسيّين من موت محقق في المياه الدولية. وقالت صحيفة إيطالية نقلا عن مصدر من حرس الحدود إن الفترة الممتدة من غرة جانفي 2013 إلى 30 سبتمبرالفارط شهدت"زحف" 30086"حارقا" على الشواطئ الإيطالية بينهم 18290 أبحروا من ليبيا و6236 من مصر ووصول 1480"حارقا" سوريا و618 تونسيّا، فيما وصل 1350"حارقا" آخرين إلى السواحل الإيطالية خلال الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري. وحسب نفس المصدر فإن عدد"الحارقين" التونسيّين انخفض بشكل كبير خلال العام الجاري مقارنة بالهجمة التونسية على جزيرة لمبدوزا في ربيع العام 2011، ويعود ذلك إلى التعاون والتنسيق الكبيرين بين السلطات التونسية ونظيرتها الإيطالية في مكافحة ظاهرة اجتياز الحدود البحرية خلسة والمجهودات الكبيرة المبذولة من قبل وحدات الحرس البحري والبحرية الوطنية التونسية وبقية الأسلاك الامنية في التصدي لعمليات"الحرقان". ووصل 618"حارقا" تونسيا إلى شواطي لمبدوزا ومارسالا وبانتالاريا خلال الأشهرالتسعة الاولى من العام الجاري فيما وصل خلال الأيام الأخيرة وتحديدا خلال الأسبوع الجاري 150 تونسيا إلى ميناء لمبدوزا ؛ وأنقذ ستة آخرين من الموت بينما كانوا على متن زورق على بعد 35 ميلا جنوب غرب مارسالا وألقي القبض على 39 آخرين إثر بلوغهم شاطئ كورنينو بكوستوناشتي وأودعوا معتقل تراباني، كما ألقي القبض على منظمي عمليات"حرقان" يحملون الجنسية التونسية بينهم شاب في الخامسة والثلاثين من العمر كان أبحرمن ليبيا على متن مركب يُقل أكثر من 500"حارق" غرق قبالة سواحل لمبدوزا يوم 3 أكتوبرالجاري وتسبب في هلاك-حسب أحدث إحصائية- في حوالي 369 شخصا وفقدان آخرين. وبالتوازي مع ذلك واصلت قوات الأمن الداخلي والبحرية الوطنية حملاتها الروتينيّة للتصدّي لهذه الظاهرة؛ وقد تمكنت فعلا خلال الشهر الجاري في إحباط عدد من عمليات الإبحار خلسة ألقت إثرها القبض على عشرات المهاجرين غير الشرعيّين جلهم تونسيّون وجزائريّون على أن تتواصل هذه المجهودات خلال الفترة القادمة التي تشهد تضاعف تنظيم عمليات"الحرقان" إلى إيطاليا.