حجز شاحنتين مشحونتين بالمتفجرات والعثور على أسلحة نارية وقنابل متابعة: المكشر - القيزاني اليوسفي-الجلالي: أحبطت أمس الوحدات الأمنية لإقليم الحرس الوطني بسيدي بوزيد أكبر مخطط إرهابي كان يستهدف على الأرجح مهاجمة مقر ثكنة وحدات التدخل للحرس الوطني بسيدي بوزيد وتفجيرها وقتل أكبر عدد ممكن من أعوان وضباط الحرس بالثكنة في تطور خطير لمخططات العصابات الإرهابية لفك الحصار على إرهابيي الشعانبي وتشتيت مجهودات مصالح الأمن والحرس والجيش.. إلا أن هذا النجاح الأمني الكبير كانت ضريبته باهظة مجددا إذ سالت دماء الأمنيين البواسل مجددا فسقط ستة بين ضباط وأعوان حرس شهداء وخمسة آخرون جرحى. وقالت مصادر أمنية مطلعة ل"الصباح" إن مصالح الحرس الوطني تفطنت لتسرب سيارة مشبوهة فأشاروا إلى سائقها بالتوقف إلا أنه لم يحترم الإشارة وفر فتمت مطاردته على مستوى منطقة سيدي علي بن عون إلى حدود منطقة ريفية بأحواز المعتمدية وتحولت تعزيزات أمنية كبرى من الفرق المختصة يقودها رئيس منطقة الحرس الوطني ليتفاجأ الجميع بتوقف العربة أمام أحد المنازل الذي تحوم حوله شكوك منذ أيام، ثم إنطلاق وابل من الرصاص من داخل المنزل باتجاه الأعوان الذين ردوا بكل قوة فتمكنوا من قتل أحد الإرهابيين قبل أن يسقط خمسة من رجال الحرس الوطني شهداء ويصاب ستة آخرين توفي أحدهم في الطريق إلى مستشفى سيدي بوزيد ليرتفع عدد الشهداء إلى ستة فيما ألقي القبض على شخص تبين أنه انتحاري وملغم بحزام ناسف. سلفي متشدد وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن سيارة من نوع "كليو" مكتراة كانت تسير باتجاه سيدي بوزيد وقد اشتبهت فيها دورية تابعة للحرس الوطني بالجهة كانت تقوم بعمليات تمشيط روتينية فقامت بملاحقتها بعد أن رفض سائقها التوقف، ويبدو أن السيارة التي كانت على متنها مجموعة إرهابية استدرجت الدورية ومن ورائها التعزيزات الأمنية المتمثلة في نحو ثلاثين عون أمن من الفرق المختصة والطلائع ومكافحة الإرهاب والأبحاث والتفتيش الى منزل على ملك شخص معروف في الجهة بانتمائه الى تيار ديني متشدد. 6 شهداء أمنيين وبوصولهم الى المنزل فتحت العناصر الإرهابية مباشرة النيران عليهم وحصلت اشتباكات بين الطرفين مما أسفر عن مقتل اثنين من الإرهابيين واستشهاد العريف أول محمد المرزوقي والعريف بالطلائع رضا الناصري والوكيل أنيس الصالحي والملازم الأول سقراط الشارني والنقيب عماد الحيزي والوكيل بالحرس الوطني الطاهر الشابي بالإضافة الى إصابة خمسة أعوان بجروح وهم مصطفى العلاقي ورضا الفندري وابراهيم العكريمي وحسين الدبوبي وعصام الناصري وقد وصفت حالة أحدهم بالحرجة فيما ترجح بعض المصادر ارتفاع حصيلة هذه العملية الإرهابية في صفوف الطرفين. تواصل المواجهات وتعقب الإرهابيين إلى ذلك تواصلت الى ساعات متأخرة من مساء أمس مواجهات عنيفة وأحيانا متقطعة بين قوات من الحرس والجيش الوطنيين ومجموعة من العناصر الإرهابية بوادي "البسادرية" الذي تحصن به المهاجمون، وبالتوازي مع ذلك ساد الاحتقان والتوتر المستشفيين المحلي بسيدي علي بن عون والجهوي بسيدي بوزيد، حيث توافدت جموع كبيرة من أقارب الجرحى والمصابين والمتعاطفين معهم من مكونات المجتمع المدني فيما أعلن اليوم الخميس إضراب عام بولاية سيدي بوزيد تنديدا بهذه العملية الإجرامية الإرهابية. مخطط لمهاجمة ثكنة وحدات التدخل المعطيات المتوفرة التي تحصلت عليها"الصباح" تفيد بأن مجموعة إرهابية يرجح أنها تابعة لما يسمى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وعلى علاقة بمجموعة قبلاط تضم بين عناصرها أفرادا من جنسيات مختلفة على ما يبدو خططت لمهاجمة مقر ثكنة وحدات التدخل للحرس الوطني بسيدي بوزيد بواسطة شاحنتين خفيفتين إحداهما من نوع إيسيزي والثانية من نوع "فاستر" مشحونتين بكمية كبيرة من المتفجرات تزن وفق بعض الروايات عدة أطنان وموصولة بأسلاك كهربائية، على طريقة عمليات القاعدة التي استهدفت قبل نحو عامين ثكنة للجيش الجزائري وراح ضحيتها ضابط تونسي برتبة رائد. وأثناء تفتيش المنزل الذي كانت تتحصن فيه المجموعة الإرهابية استعدادا لتنفيذ العملية عثر الأعوان على الشاحنتين وعلى متنهما عدد كبير من الأوعية المملوءة متفجرات وعلى جثة إرهابي ملغمة بحزام ناسف والقبض على إرهابي آخر مشروع انتحاري بعد ضبط حزام ناسف لديه، إضافة إلى مخطط ورسم بياني لثكنة وحدات التدخل للحرس الوطني بسيدي بوزيد، ومجموعة من رشاشات الكالاشينكوف والعبوات الناسفة والقنابل اليدوية وهو ما يوحي بتصعيد استراتيجي تتبناه عصابات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قصد تشتيت الجهود الأمنية والعسكرية وتكبيد المؤسسة الأمنية والعسكرية أكبر ما يمكن من الخسائر البشرية والمادية حتى تحل الفوضى بالبلاد ليتسنى لها الانتشار أكثر وتنفيذ مخططاتها، ولكن قواتنا الأمنية والعسكرية الباسلة ستواصل بذل كل مجهوداتها في سبيل حماية هذا الوطن الغالي من أيدي الإرهاب والغدر والإجرام. متابعة: المكشر - القيزاني اليوسفي-الجلالي
