تونس- الصباح الأسبوعي - نشر الموقع الإلكتروني «ثينك أفريكا بريس» « Think Africa Press » وموقع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى Washington Institute» for Near East Policy » مقالا للباحث الأمريكي في الجماعات الجهادية آرون زيلين Aaron Y. Zelin بعنوان «تونس: الكشف عن أنصار الشريعة» « Tunisia: Uncovering Ansar al-Sharia » ، وقد نشر المقال بتاريخ 25 أكتوبر 2013. ويقدم الباحث زيلين في مقاله أهم ما جاء في لقائه مع من يسميه أحد مؤسّسي تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس والذي قابله شخصيا في آخر أوت وأوائل سبتمبر 2013، وقد اختار زيلين عدم ذكر اسم مصدره الذي يقول إنه انشق عن التنظيم. وتنقل «الصباح الأسبوعي» أهم ما جاء في المقال الذي تم نشره على الموقع المذكور الذي تجدر الإشارة إلى أنه تابع لصحيفة «الغارديان» البريطانية. «20 سجينا اتفقوا على تأسيس التنظيم» يشير الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أنّ المعلن عن قصة «أنصار الشريعة» أنها تعود إلى نحو عامين ونصف إلا أن المصدر المنشق أوضح أن قصة ظهور «أنصار الشريعة» تعود إلى عام 2006. فقد منح خروج حمادي الجبالي من السجن عام 2006 الأمل لدى عدد من الإسلاميين الراديكاليين في أن خروجهم من السجن أيضا ممكن حسب المصدر الذي تقصى الباحث معلوماته منه. ولذلك بدأوا في التحضير لمهمتهم حالما خرجوا، وقد اتفق 20 إسلاميا من بينهم زعيم «أنصار الشريعة» حاليا «أبو عياض» على تكوين تنظيم جديد. إطلاق سراح هذه المجموعة لم يتم سريعا كما كانوا يأملون ولكن مرادهم تحقق بعد الثورة وتحديدا في مارس 2011، حسب ما جاء في المقال. وبمجرد خروجهم نظمت المجموعة لقاء في منزل «أبو عياض» وبدأوا بالتحضير لمشاريعهم المستقبلية. وبعدها بدأت محاولاتهم في إقامة علاقات مع الشيخ السلفي الخطيب الإدريسي، الذي عمل حسب ما يقوله الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على الترويج لأنشطة «أنصار الشريعة» على صفحته على «الفايسبوك.» ومنذ 2012 كما يشير المقال قلّ حديث الإدريسي عن «أنصار الشريعة». السجون بين «النهضة» و«أنصار الشريعة» أما فيما يخص العلاقات بين حزب حركة النهضة و»أنصار الشريعة»، فإنّ المقال يفرد لها فقرة بعنوان «أصدقاء في أماكن هامة» مشيرا إلى أنّها علاقات قديمة تعود إلى زمن كان فيه أفراد من الجانبين في غياهب السجون، وقد كان هناك اتصال قريب بينهما وتبادل متواصل للرسائل. أما فيما يتعلق بموقف النهضة من حضور السلفيين في الحياة السياسية في تونس، فإن المقال يشير إلى رسالة أرسل بها علي العريض إلى نورالدين قندوز أحد وجوه حزب النهضة يؤكد له فيها أن وجود السلفيين أمر مفيد للنهضة لأنهم يجعلون الحركة تبدو أكثر عصرية واعتدالا عندما تقارن بهم، كما جاء في المقال. وقد عقد المصدر المنشق عن «أنصار الشريعة» اجتماعين عام 2011 في منزل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في المنزه. وفي هذه اللقاءات يقول المصدر أنّ الغنوشي طلب من «أبو عياض» أن يشجع شباب» أنصار الشريعة» للانضمام إلى الجيش والحرس الوطني بهدف اختراقهما. وقد أشار كاتب المقال في الأثناء إلى شريط الفيديو الشهير المسرب للغنوشي في لقائه عددا من السلفيين، ولكن بعد ذلك يشير الكاتب إلى أنّ العلاقات بين النهضة و»أنصار الشريعة» توترت وأعلنت الحكومة «أنصار الشريعة» تنظيما إرهابيا. جناح «أنصار الشريعة» المسلح يقول الباحث آرون زيلين إن «أنصار الشريعة» انخرطوا في البداية في حملات تستهدف القلوب والعقول معتبرا تونس أرض «دعوة»، ولكنّ مصدره اكتشف غير ذلك وقد كان ذلك سببا في انشقاقه، فقد أكد للباحث أن لتنظيم «أنصار الشريعة» جناحا عسكريا كما أكد أن علاقات التنظيم ب»أنصار الشريعة» في ليبيا و»أنصار الشريعة» في مصر هي شبيهة ب»شبكة العنكبوت» على حد تعبيره، موضحا أنهم جميعا يعرفون بعضهم البعض. ويخلص الباحث إلى أنّ دراسة مثل هذه المنظمات يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أنّ ما لا نعرفه عنها أكثر بكثير مما نعرفه، مشيرا إلى أنه مازال هنالك أسئلة كثيرة حول تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس. أروى الكعلي
آرون زيلين آرون زيلين Aaron Y. Zelin هو باحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وتتعلق أبحاثه حول أشكال تكيف الجماعات الجهادية مع المحيط السياسي الجديد في بلدان «الربيع العربي» و»السياسات السلفية في بلدان الانتقال الديمقراطي.» وهو باحث في المركز الدولي لدراسة الراديكالية والعنف السياسي التابع للمعهد الملكي في لندن. كما يكتب زيلين بشكل مستمر في مجلة «فورين بوليسي» و«فورين أفاريز» و«ذي أتلانتيك» وهو مؤلف دراسة «دولة الجهاد العالمي على الأنترنات» كما يشرف على موقع Jihadology. والذي يعد من المصادر الهامة والأولية في ما يتعلق ب»الجهاد». وقد كانت لزيلين كتابات عدة حول «أنصار الشريعة» ونشر في مارس الماضي مقالا بعنوان «لقاء أنصار الشريعة تونس» والذي تحدث فيه عن لقائه بأفراد من أنصار الشريعة خلال زيارته البلاد.