يتواصل في مستوى الخبراء والمسؤولين الحكوميين التحضير لزيارة الدولة التي من المقرر أن يؤديها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى تونس تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي ضمن مجموعة من التحركات الديبلوماسية والاقتصادية الثنائية والاقليمية تشهدها تونسوفرنسا والمنطقة الاورومتوسطية. زيارة الدولة التي سوف يقوم بها الرئيس الفرنسي ستتابع دون شك الملفات التي بحثها الرئيسان خلال زيارة ساركوزي الى تونس مطلع شهر جويلية الماضي مباشرة بعد توليه مقاليد الامور في باريس خلفا للرئيس جاك شيراك. وبعض هذه الملفات الثنائية والاقليمية والدولية يتواصل الحوار حولها منذ مدة من قبل الحكومتين والمؤسسات الديبلوماسية في مختلف مستوياتها ومن بينها مشاريع لتطوير الشراكة الاقتصادية والثقافية والاعلامية وتفعيل برامج الحوار السياسي والتعاون الامني . ومن بين ما يزيد من أهمية الحدث تزامنه مع تحركات ومشاروات مكثفة تقوم بها الديبلوماسية الفرنسية ومؤسسات المفوضية الاوروبية في بروكسيل لتجسيم توصيات المجلس الاوروبي المنعقد الشهر الماضي والذي تبنى مشروع فرنسا عن الاتحاد المتوسطي بعد أن تم إدخال تعديلات عليه ليصبح مكملا لمسار برشلونة وواحدة من بين آليات تنفيذه وليس بيدلا عنه. وقد تعهدت مفوضة الشؤون الخارجية الاوروبية بأن تكون أعمال الخبراء والساسة جاهزة قبل قمة باريس الاوروبية المتوسطية في 13جويلية القادم.. ومؤتمر وزراء الشؤون الاقتصادية في المنطقة الذي دعت باريس الى عقده في مدينة مرسيليا في جوان القادم. ورغم النقائص العديدة التي برزت خلال ال12 عاما الماضية من عمر مسار برشلونة فانها لا ينبغي أن تبرر محاولات اجهاض التمشي بل لا بد من الاستفادة منها لمتابعة جهود البناء عبر توظيف الفرص الجديدة ومنها مشروع "الاتحاد من أجل المتوسط" الذي تبنته القمة الاوروبية في بروكسيل الشهر الماضي. في نفس الوقت يحق لدول جنوب المتوسط أن توظف علاقاتها الطيبة مع العواصم الاوروبية ماضيا وحاضرا لتفرض على جدول أعمال اجتماع مرسيليا وقمة باريس أجندتها.. وأولوياتها.. منها معالجة ملف الهجرة وحرية تنقل المسافرين في الاتجاهين في ظروف لائقة.. لانهاء حالة الاحتقان الامني التي فرضت في عديد المطارات والموانئ والقنصليات الاوروبية ضد الغالبية الساحقة من المسافرين والمهاجرين القادمين من جنوب المتوسط.. وهو احتقان أحدث ردود فعل سلبية عديدة منها انتشار مفاهيم خاطئة عن الهوية والاعتزاز بالذات في مجتمعات ضفتي المتوسط وفي أحياء المهاجرين في أوروبا.. مما ساعد على نشر التطرف والغلو عوض تكريس مبادئ برشلونة الداعية الى الحوار الثقافي والسياسي الشامل.. ولا حوار في مناخ الاقصاء والاقصاء المضاد.