"جلسات حوارمتعدّدة وعقيمة لم تفض إلاّ الى تردّي الوضع الصحي بالجهة وجل الوعود بقيت دون تنفيذ في ظل استهتار بالقطاع الصحي".. هكذا وصف الكاتب العام للنقابة الجهوية للأطباء وأطباء الأسنان وصيادلة الصحة العمومية محمد محمد الجموسي عدم تجاوب الطرف الإداري مع الإصلاحات الواجب القيام بها خلال الإجتماع العام الذي جمعه بأهل القطاع بحرالأسبوع المنقضي بقاعة المرحوم الحبيب عاشور بدار الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عقب الإضراب الذي نفّذته الأطراف النقابية بعد مسلسل المماطلات وتجاهل مطالب إصلاح القطاع الصحي نقص في الموارد البشرية.. من جهته أكّد الكاتب العام محمد الجموسي على النقص المسجّل في الموارد البشرية في طب الإختصاص ممّا ترتّب عنه طول المواعيد وشلل شبه كلي للمستشفيات وخاصة الجهوية منها رغم وجود قرار بتاريخ17 ماي 2012 يمكن بموجبه إنتداب أطبّاء إختصاص في ولاية صفاقس في قطاعات جراحة العظام حيث بقي القسم مغلقا قرابة السنتين بجبنيانة بعد استقالة طبيبين بالمستشفى الجهوي بجبنيانة إلى جانب اقتصار الخط الأول والثاني بولاية صفاقس على طبيب قلب واحد ممّا يجعل مواعيد الكشف الاولية للمرضى تتجاوزال6 أشهر أحيانا الإضراب الذي نفّذته الاطراف النقابية بالمنظّمة الشغيلة في المجال الصحي ليس الاول أو الأخير بعد الثورة ولكنّه انطلق منذ أكثر من عقدين في صدام متواصل مع الحكومات المتعاقبة والتي لم تول ملف الصحة أهميته في جهة كصفاقس تستقطب قرابة 10 ولايات للتداوي فيها علاوة على الأشقاء الليبيين وفي ما يخص الطب العام ترى النقابة الجهوية لأطبّاء وأطبّاء الاسنان وصيادلة الصحة العمومية ضرورة تدعيم الجهة وتعويض الأطباء العامين الذين غادروا الخط الأول والثاني بسبب التقاعد أو الإستقالة أو الإلتحاق بخطط وظيفية عن طريق النقلة من ولايات اخرى كما عبّرت النقابة عن استغرابها من عدم التحاق البعض منهم رغم حصولهم على قرار نقلة إلى ولاية صفاقس منذ أكثر من 6 أشهر في ظل نقص كبير بهذا السلك الذي في ظل تأمين عيادة واحدة في الأسبوع ما يقارب ال50 مركز صحة أساسية ومثل هذا العدد عيادتين في الأسبوع علما وأنّه تمّ تكليف 4أطبّاء من الخط الأول بخطة متفقد دون تعويضهم مثلما أشار تقرير النقابة الذي توصّلت "الصباح" بنسخة منه، هذا إلى جانب أنّ ولاية صفاقس التي تقدّم قرابة 13% من مجمل الخدمات الصحية بالبلاد علاوة عن المعهد العالي لعلوم التمريض والمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة لا تتحصّل إلاّ على 2%من مجمل الإنتدابات للأعوان الشبه الطبيين، الشيء الذي أثّر سلبا على مردودية كل المؤسسات الصحية بالخطوط الثلاثة مراكز صحية محرومة.. أمّا من حيث الميزانيات فرغم الإتفاقات العديدة التي أشار لها الطرف النقابي في ندوته الصحفية التي عقدها قبيل تنفيذ الإضراب يبقى الخط الأول(مراكز الصحة الاساسية) في جبنيانة والعامرة والحنشة والمحرس والغريبة وقرقنة، محروما من حقّه الطبيعي في دعم الدولة وذلك لعدم فصلهم إداريا عن المستشفيات الجهوية الثلاث كذلك مجمع الصحة الأساسية بصفاقسالمدينة الذي إضافة للخدمات التي يقدّمها لحوالي600الف مواطن يضمّ مركزي وسيط ومركز تصفية دمء(خط ثاني) ومركز لضعاف البصر ومركز مقاومة السل وكذلك الوحدة الجهوية لتأهيل المعاقين والمركز الجهوي للطب المدرسي وعديد المهام الأخرى فإنّ ميزانيته التي تعاني من عجز لم يقع الترفيع فيها ونتيجة لذلك تعاني مراكز الصحة الأساسية من نقص في أبسط مستلزمات العمل ونقص في الادوية بما في ذلك الاساسي والحيوي منها الذي شهد تفاقما وفق آخر دراسة تشير إلى أنّ النقص يمس 40% من قائمة الأدوية الرسمية وتضاعف سنة 2012 مقارنة بسنة 2010 و2011 فضاءات تشكو من ضيق خانق وعجز مزمن.. على مستوى الفضاءات ومثلما أشارالتقريرالنقابي فعديد المؤسسات تشكو من ضيق خانق وعجز مزمن في خطوطها الثلاث فعلى مستوى الخط الاول تفتقد كل من جبنيانة والمحرس وقرقنة الى بناءات مجامع صحة كما انّ مشروع تهيئة المركز الصحي بالغريبة لازال عالقا لنقص الإعتمادات المرصودة له.. على مستوى مركز الصحة محمد علي بمجمع الصحة الأساسية بمدينة صفاقس والذي يقدّم خدمات إلى اكثر من 100 ألف مواطن ويحتوي على مخبر ويضم الوحدة الجهوية لتأهيل المعاقين فإنّ التجهيز الكهربائي يمكن أن يتسبّب في حريق أو صعقة كهربائية مع خطورة البناءة منذ سنوات وفق ما أشار له الخبراء في المجال. ويشكو الطرف النقابي من عدم إجابة سلطة الإشراف على مراسلة إدارة المجمع التي تؤكّد أنّ 150 الف دينار المرصودة لبناء مخبر جديد لمؤسسة صحية في حجم طريق المطار غير كافية وأنّ زيادة ب76 ألف دينار حسب المهندس المكلّف بهذا المشروع أصبحت ضرورية لإتمامه مع أنّ كرسي أسنان جديد لايزال معلّبا في انتظار حل وعدت به الوزارة في محضر جلسة 14ماي2012، وبخصوص الخط الثاني فلايزال مشروع تهيئة وتوسيع جناح العمليات بالمستشفى الجهوي بقرقنة معلّقا لعدم كفاية المبلغ المرصود له على مستوى الخط الثالث فينقص صفاقس 470 سريرا جامعيا مقارنة بالولايات الجامعية الأخرى ورغم أنّ المستشفى الجامعي الجديد والذي تقرّر بقانون المالية لسنة2006 لا يفي بالحاجة (300سرير) فإنّ مراحل إنجازه قد تأخّرت كثيرا ولازال مصيره غامضا ليبقى آلاف المرضى محرومين من حقّهم في العلاج والطلبة من حقّهم في تكوين مقبول نظرا للإكتظاظ الحالي في المستشفى الجامعي الوحيد بالجهة في شقيه الجراحي والطبي بمستشفيات الحبيب بورقيبة والهادي شاكر. أمّا قسم الإستعجالي بمستشفى الحبيب بورقيبة ومثلما أشار له التقرير النقابي فقد وصفه ب"وصمة عار" على الصحة ومنبع للعنف والمشاكل ويشكّل خطرا على مستعمليه وأنّ جميع الحلول بخصوصه بقيت معلّقة بشأنه الكاتب العام للصحة ل"الصباح": "المركزية المشطة.. وعودة لسياسة الولاءات" وفي تصريح ل"الصباح" أفاد الكاتب العام للنقابة الجهوية للأطبّاء وأطبّاء الاسنان وصيادلة الصحة العمومية بصفاقس محمد الجموسي بالقول "في ظل غياب مجالس المؤسسات حيث لم ينعقد مجلس المؤسسة بالمستشفى الجهوي بجبنيانة منذ تولي المديرالجهوي الحالي مهامه مع اندثارمجالس الصحة بالصخيرة وبئرعلي وعدم التئام مجلس الصحة بالإدارة الجهوية رغم طلبنا الملح بذلك، نجد سياسة الإرتجال وسياسة الولاءات تعود في أبشع مظاهرها مغيّبة الإطارات الطبية والإدارية رغم أنّه كان من المفروض التقدّم بأشواط بعد ثورة الكرامة والحرية في دمقرطة التسيير واندفاع المجموعة بكل تكافل وتشاركية للنهوض بهذا القطاع العزيز على بلادنا، كما أنّ القرارات المركزية في تسمية المديرين دون الرجوع إلى إطارات الجهة زاد في الطين بلة حتى أنّ مديرين يشهد الجميع بكفاءتهم يجدون أنفسهم في بطالة فعلية(بدون مهام) في حين تقع إدارة المستشفى الجهوي بجبنيانة بالتوازي مع المستشفى المحلي بالصخيرة من طرف مدير واحد وكان من المفترض تعيين إدارة لتسيير مجمع الصحة بجبنيانة والعامرة وكذلك بالمستشفى المحلي بالحنشة بعد تخصيص ميزانية لهما" وأضاف الجموسي قائلا "أنّ المركزية المشطة تساهم في تعطيل المؤسسات الصحية وخير مثال على ذلك عدم توفير عدد كافي من سيارات التنقل والتجهيزات الطبية مثل ECG,autoclave ,échodoppler,Aspérateur... حتى أنّ طلب الترخيص من إدارة مجمع الصحة الأساسية بصفاقس لشراء مثل هذه المعدّات بصفة إستعجالية وأكيدة وعلى ميزانيتها الخاصة بقي بدون جواب لمدة تفوق ال4أشهر ونتيجة لذلك يحرم المواطن من خدمات طبية مختصة كما هو الحال لطب المعدة والأمعاء".. وللاشارة فانه فانه يُرجّح موقف النقابة إلى التصعيد واتخاذ أشكالا نضالية أخرى دفاعا منهم عن القطاع الصحي بالجهة الذي يمس المواطن بصفة مباشرة