المستشفى المحلي تعوزه جملة من الإمكانيات والمدير الجهوي للصحة يوضح المستشفى المحلي بسيدي علي بن عون كان يوم 23 أكتوبر2013 أول المؤسسات الإستشفائية التي تدخلت لإسعاف ضحايا ومصابي أعوان الحرس الوطني الذين استهدفتهم إحدى أكبر العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد والمنطقة على وجه الخصوص، ذلك أن الإطار الطبي بهذا المستشفى ورغم قلة الإمكانيات والآليات الطبية الموضوعة على ذمتهم قاموا آنذاك بدورهم على أحسن وجه بمعاضدة من سيارات الإسعاف المجهزة التي توافدت من المستشفيات المجاورة على غرار المستشفى المحلي ببئر الحفي و المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد. هذا ومثلت زيارة "الصباح" للمستشفى المذكور حينها فرصة للإطار الطبي وشبه الطبي للتعبير عن امتعاضهم من تدهور الإمكانيات والتجهيزات الموضوعة على ذمتهم لأداء مهامهم كما استيائهم من عدم إلمام بعض وسائل الإعلام بالوضع بهذه المؤسسة الإستشفائية، وهو ما جعلنا نتطرق في مناسبة أخرى من خلال شهادة أهل الإختصاص والمهنة إلى جملة الإخلالات والنقائص المسجلة بالمستشفى موضوع حديثنا ثم نتجه إلى المسؤولين المعنيين لأخذ رائهم في ذلك. الممرض المسؤول عن الصحة المدرسية بالمستشفى المحلي بسيدي علي بن عون حسناوي ميري تحدث ل"الصباح" في هذا السياق فذكر أن، مؤسستهم الإستشفائية المحدثة منذ العام 1964 بصيغة مستوصف ثم تطورت إلى قسم لرعاية الأم والطفل ثم مستشفى محلي تستقبل نحو60 ألف مريض سنويا، تغطي عدة مناطق مجاورة على غرار قفصة وسيدي عيش وحاسي الفريد وبئرالحفي.. وتنقصها عديد التجهيزات المتمثلة أساسا في وسائل النقل بما فيها السيارات المخصصة للشؤون الإدارية هذا إلى جانب الضعف الفادح بقسم الإستعجالي الذي لا يتوفر إلا على " قارورة أكسيجين" تقريبا، كما بين محدثنا أن هذا المستشفى المحلي تٌخصص له سنويا ميزانية لا تتعدى 370 ألف دينار وهي لا تكفي حتى لتوفير صنف واحد من الأدوية على حد تقديره.. ويشكو أيضا هذا المستشفى وفق المسؤول الطبي به نقصا على مستوى الإطار شبه الطبي والممرضين على وجه الخصوص.. في ذات الإطار يطالب العاملون بمستشفى سيدي علي بن عون بإحداث إدارة خاصة بمؤسستهم الإستشفائية وتكون منفصلة عن إدارة نظيرتها بمعتمدية بئرالحفي المجاورة، علاوة على المطالبة بالتعجيل في حسم مسالة صيانة وتأهيل قسمي الأشعة والأسنان اللذان باتا غير صالحين لتقديم الخدمات وفق تقارير ومعاينات رسمية لوزارة الصحة وتبقى هذه النقائص والمشاغل وفق ما إستنتجناه ولتجاوزها رهينة قرار السلطات المعنية وتدخلاتها والحال أن هذه الأخيرة كانت قررت منذ تقريبا سنة 2009 إحداث مستشفى محلي جديد بمدينة سيدي علي بن عون ولم يٌفعل هذا القرار بعد أن طٌرح إشكال عقاري ثم وقع تذليله وبقي هذا الإجراء مٌعلقا إلى يومنا هذا.. من جهته أفادنا في هذا الشأن المدير الجهوي للصحة بولاية سيدي بوزيد عبدالوهاب الهرابي في إتصال ب"الصباح" أن المستشفى المحلي بسيدي علي بن عون كغيره من المؤسسات الإستشفائية بالولاية يتمتع على حد السواء والعدل ب"نصيبه" من الإعتمادات والأليات الهادفة لتطوير العمل والرقي بالخدمات، ذلك أن المستشفى الجديد المزمع إحداثه وفق محدثنا قد تأخر أو تعطل نظرا لما تقتضيه عملية دراسة إمكانية الترفيع في الإعتمادات التي كانت مخصصة له والمقدرة بنحو1.7 مليار أنذاك في إتجاه أن يتلاءم الإحداث الجديد مع مقتضيات مؤسسة إستشفائية عصرية قال المدير الجهوي للصحة إن إنجازها لن يتاخر أكثر مما تأخرت. في سياق متصل قال المدير الجهوي للصحة الهرابي إن فصل إدارة المستشفى المحلي ببن عون عن إدارة مستشفى بئرالحفي ينتظر التفعيل الإداري مؤكّدا أن هذا المستشفى المحلي موضوع حديثنا هو الوحيد بالولاية المعينة على رأسه إمرأة مشهود لها بالكفاءة وأضاف أن وزارة الصحة إقتنعت بضرورة فصل هذه الإدارات كما حصل فعلا بالنسبة للمستشفيين المحليين بكل من أولاد حفوز والمزونة ، هذا وبين الهرابي أنه بالفعل هناك "شح" على مستوى الموارد البشرية بالجهة على مستوى خاصة الممرضين والفنيين الساميين ومساعدي التمريض ولكن الإدارة عملت على توزيع "نصيب" الولاية من هذه الموارد على مختلف مؤسسات الولاية على قدر المساواة. وختم المدير الجهوي للصحة بسيدي بوزيد الدكتور عبد الوهاب الهرابي في حديثه ل"الصباح" بالقول إن الحادثة الإرهابية التي عرفتها المنطقة مؤخرا أكدت أنه رغم ضعف الإمكانيات إلا أن الإطار العامل بالمستشفى أثبت قدرته على تقديم الخدمة الصحية والإسعافية على الوجه الأكمل في إنتظار أن يتم تدعيم ماهو متوفر ماديا وبشريا وتقنيا ولوجستيا في إطار ما هو متاح.