تهشيم 9 سيارات وإيقاف 8 مشجعين على ذمّة البحث ماذا دوّن الحكم الدرعي... وبماذا عللت هيئة الفحص استقالتها؟ احداث خطيرة جدا شهدها ملعب الفحص الذي احتضن اول امس مباراة نجم الفحص وضيفه نادي مكثر في اطار الجولة 26 من بطولة الرابطة الثالثة في اجواء مشحونة جدا منذ بدايتها لتنتهي بمشاهد مؤسفة مخلفة اضرارا مادية جسيمة بعد ان أتت الايادي العابثة على مكونات الملعب الذي لم يتعد على تدشينه سوى ايام قليلة فتحوّل المرمى الى قطع حديدية ملقاة على ارضية الميدان وتهشيم بنك الاحتياطيين واخر للحكم الرابع وحجرات الملابس فضلا عن تهشيم بلور عدد من السيارات واما الاضرار البشرية فتتمثل في اصابة رئيس نجم الفحص وامين المال (الذي قضى الليلة في المستسفى) ومحب من نادي مكثر. ولو لا تدخل اعوان الامن لكانت الحصيلة اكثر نظرا لحالة الهستيريا التي شهدتها المقابلة مما ادى الى ايقاف عدد من مشجعي الفريقين بتهمة العنف واحداث الشغب. ما هي الاسباب التي أدت الى هذا الوضع؟ منذ أن علمت الهيئة المديرة لنجم الفحص بتعيين الحكم اخذت الاجواء تتجه نحو التصعيد نظرا للعلاقة السيئة بين هذا الحكم والجمعية المذكورة على خلفية ادارته لمباراتها مع شبيبة العمران في الجولة 22 والتي انتهت بهزيمة الفحص (1-0) ذلك ما افادنا به رئيس نجم الفحص رمزي بن خميس الذي صرح ل«الصباح» قائلا: «احمل مسؤولية ما حصل للحكم عبد الله الدرعي والمسؤولية الكبرى يتحملها رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم عبد السلام شمام الذي اتصلنا به كهيئة مديرة وطلبنا منه تغيير هذا الحكم الذي سبق له ان ظلمنا في لقاء العمران وتسبب لنا في هزيمة لا نستحقها ابدا وكنا اعلمنا الرابطة بمكتوب رسمي في الابان لمقابلتها لكننا لم نتلق أي رد وفي ظرف 4 جولات يعين لنا نفس الحكم في لقاء هام مع نادي مكثر وكلانا متراهن على الصعود كان حادا معنا.. وقد فعل ما اراد في المباراة وحرمنا من انتصارمستحق.. ورغم الاحتجاجات فان الامور انتهت عادية وغادر جمهور الفحص الملعب وعدد يقارب 3 الاف متفرج بينما ولاحتياجات امنية بقي جمهور الفريق الضيف في المكان الذي تابع منه المباراة ولكن ماراعنا الا ومشجعو نادي مكثر وعددهم ما بين 400 و500 محبا رافقوا فريقهم الى الفحص يجتاحون الميدان في مشهد فوضوي ومتأجج جدا ويلحقون اضرارا جسيمة بمحتويات الملعب من مرمى تحول الى قطع حديدية وبنك الاحتياطيين وقد توسعت دائرة العنف لتمتد الى حجرات الملابس وقد تم خلع الباب والاعتداء على امين المال وانا محدثكم رئيس الجمعية الذي اصبت بجرح في العنق بعد اعتداء بقضيب حديدي من طرف احد مشجعي مكثر. كما اصيب اللاعب صابر المناعي الذي تلقى العلاج بالمستشفى الجهوي بزغوان ولو لا تدخل قوات الامن التي بذلت كل ما في وسعها لحصلت كارثة كبيرة في ملعب الفحص». كيف فقد أمين المال الوعي وقضى ليلته بالمستشفى؟ ومن بين المتضررين امين مال نجم الفحص مصطفى بالابيض الذي يشتغل قيما عاما بمعهد محمود المسعدي بالفحص وقد اتصلنا به فافادنا بما يلي: «مع الاسف لقد تعرضت الى اعتداء بالعنف من طرف مشجعي نادي مكثر الذين قاموا بخلع باب حجرة الملابس التي احتميت بداخلها فأصبت بجرح في الرأس واغمي عليّ مما استوجب نقلي الى مستشفى الفحص ومنه الى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة اين قضيت ليلتي هناك قبل أن أعود الى مستشفى الفحص صبيحة امس ومنه الى منزلي وقد مكنني الطبيب من راحة ب4 ايام قابلة للتجديد ويؤسفني ما حدث والله يهدي من كان سببا..» ماذا قال رئيس نادي مكثر؟ على اثر هذه الاحداث المؤسفة اتصلنا برئيس نادي مكثر محمد كيفر دبيش الذي قدم ل«الصباح» وجهة النظر التالية: «تمنيت ان يدير هذه المباراة الحكم عواز الطرابلسي وقد طلبت ذلك من رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم بالجامعة عبد السلام شمام لكنه افادني بان الحكم المذكور مصاب فكان ان تم تعيين الحكم عبد الله الدرعي وقد باركنا ذلك من دون اي اعتراض لثقتنا الكبيرة في التحكيم التونسي لكن ما بلغني ان الهيئة المديرة لنجم الفحص اعترضت عن هذا الحكم.. وما ان انتهت المباراة حتى هاجم مسؤولو الفريق المحلي ولاعبوه حكم المقابلة.. وبتدخل قوات الامن كنا نتصور ان الأمور ستقف عند ذلك الحد لكن ما حصل ان مشجعي نجم الفحص اعتدوا على سياراتنا والحقوا بها اضرارا مادية جسيمة بتهشيم البلور وفك عجلات احدى السيارات وقد بلغ عدد السيارات المتضررة التابعة لمكثر 9 اثنان منها بقيتا بالفحص الى حد الان وامام هذه الوضعية فقد رد مشجعو مكثر الفعل فحصل ما حصل.. ومن جهتي كمسؤول اول على نادي مكثر اعبر عن أسفي واستنكر هذا العنف والذي لا يزيد الا في تأخر كرتنا وتوتير العلاقات بين الجمعيات.. فما ذنب الفريق ان يعود الى مكثر في حدود الحادية عشرة ليلا اي بعد حوالي 5 ساعات من نهاية المباراة عبر طريق القيروان كما ان البعض من الجمهور عاد عبر تونس العاصمة وهناك من هرب من الجحيم وعاد مترجلا الى مكثر فجرا، كما نشير الى ان أحد لاعبينا القدامى الذي تحول الى الفحص لتشجيع الفريق اغمي عليه بسبب معاناته من مرض القلب وقضى الليلة في مستشفى القيروان تحت العناية الطبية المركزة». ماذا دوّن الحكم على ورقة المقابلة؟ على اثر هذه الاحداث الخطيرة والرهيبة سجل حكم اللقاء عبد الله الدرعي على ورقة المقابلة انه تعرض للعنف الجسدي من طرف رئيس نجم الفحص رمزي بن خميس والمعد البدني هشام الناوي وتعرض كذلك لمحاولة اعتداء من طرف 3 لاعبين من الفريق المحلي هم: قائد الفريق عادل خذر وصابر الماكني وحارس المرمى الاحتياطي محمد علي مسلم على ان يرفع تقريره لاحقا الى الرابطة وكذلك تقرير مراقب المباراة علالة المالكي وينتظر بان يصدر مكتب الرابطة قراراته على اثر هذه الاحداث. وعلمنا ان الهيئة المديرة لنجم الفحص عبرت عن رغبتها في مقابلة مكتب الرابطة قبل أخذ القرارات الردعية لسماع وجهة نظرها والدفاع عن مصلحة الفريق. 8 موقوفين من الجانبين تم ايقاف 8 مشجعين بتهمة احداث الشغب والاعتداء بالعنف، 5 من الفحص و3 من مكثر وقد علمنا ان الموقوفين من مكثر احدهم تلميذ في الباكالوريا وصانع في مخبزة والثالث سائق نقل ريفي. ويخضع هؤلاء الموقوفون للتحقيق من طرف مصالح الحرس الوطني بالفحص قبل احالتهم على انظار العدالة لاحقا. هيئة الفحص تقدم استقالة جماعية صرح لنا رئيس نجم الفحص رمزي بن خميس ان الهيئة المديرة قررت تقديم استقالة جماعية للسلط المحلية بالفحص يوم امس (الاثنين) وقد برر لنا رئيس الجمعية هذا القرار «بان الهيئة المديرة الحالية غير قادرة على تسيير الجمعية في هذا الظرف الحساس من الموسم.. ولا بد من قدوم افراد اخرين لهم المقدرة على التسيير الذي اصبح مضنيا ويتطلب تنازلات ومعاملات كبيرة (...) لا تقدر عليها الهيئة المديرة الحالية لذلك فقد قررنا الاستقالة الجماعية».