نفذ تلاميذ بعض المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية بتونس اليوم الاثنين مسيرة جابت أنهج وشوارع العاصمة قبل ان تتحول إلى تجمع ببطحاء محمد علي أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل. ورفع المحتجون وأغلبهم من معهد بورقيبة النموذجي ومعهد نهج مرسيليا ونهج الباشا ومعهد الصادقية، شعار «ارحل» ضد نقابة التعليم الثانوي معبرين عن غضبهم وامتعاضهم من تعطل إجراء امتحانات الأسبوع المغلق بسبب إضراب الأساتذة. وعبروا من خلال عدة شعارات، عن رفضهم لما يجري من تجاذبات وخلافات بين وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الثانوي معتبرين أن التلميذ يبقى الضحية الوحيدة لهذا الصراع. ووجه المحتجون، أصابع الاتهام إلى نقابة التعليم الثانوي التي تسببت، حسب رأيهم، في تعطيل إجراء الامتحانات وعدم مراعاة مصلحة التلاميذ. وأوضح عدد من التلاميذ في تصريحات ل(وات) أنهم قرروا بدورهم مقاطعة الدروس وعدم الدخول إلى الأقسام على إثر رفض الأساتذة إجراء امتحانات الأسبوع المغلق في موعدها مشيرين إلى أنهم أطلقوا دعوات منذ أمس الأحد عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة الدروس بداية من اليوم الاثنين. وعبروا عن خشيتهم من أن تؤدي الإضرابات المتكررة للأساتذة، وعدم إجراء الامتحانات في موعدها إلى تأخير موعد إنهاء السنة الدراسية إلى ما بعد 30 جوان 2015 وقالت آمال أستاذة بمعهد بورقيبة النموذجي أن الدروس جرت اليوم بصفة عادية وان جل الأساتذة التحقوا بأقسامهم مع تسجيل غياب عدد كبير من التلاميذ الذين عمدوا، وفق روايتها، إلى الحضور في ساحة المعهد دون الالتحاق بقاعات الدرس. وانتقدت تصرف التلاميذ موضحة أنهم فوتوا على أنفسهم فرصة لمزيد استيعابهم أكثر لبعض الدروس والاستعداد أفضل للامتحانات، مشيرة إلى أن الأساتذة التزموا بقرار نقابة التعليم الثانوي بتأمين الدروس وعدم إجراء امتحانات الأسبوع المغلق. ومن جانبه اعتبر الولي منوبي وهو يرافق ابنته المشاركة في هذا التحرك الاحتجاجي أن ردة فعل التلاميذ عادية ومعقولة تجاه ما يحصل من تعطيل متواصل لسير الدروس، لافتا إلى أن كل ما يحدث من تجاذبات بين الطرف النقابي والحكومي يؤثر على الأولياء وأبنائهم بالدرجة الأولى. وعبرت ولية لتلميذة بالسنة الثامنة من التعليم الأساسي بالمدرسة الإعدادية حي النصر 2 عن امتعاضها من ارتهان التلامذة ومستقبلهم من طرف النقابة الاساسية للتعليم الثانوي معتبرة ان عدم إجراء الامتحانات سابقة خطيرة ستؤثر على السنة الدراسية ككل. وطالب الولي حاتم الشريف، الاساتذة، الذين اعتبرهم النخبة في البلاد، بالتعقل والنأي بمصلحة التلاميذ عن الحسابات النقابية الضيقة والمادية، على حد توصيفه. وحمل الأساتذة المسؤولية في تدني المستوى التعليمي للناشئة مبينا ان المجهود الذي يبذلونه يبقى دون المطلوب. وقالت امنة ولية وربة بيت ان هذا الوضع قد تسبب في حالة اضطراب لدى التلامذة وجعلهم يفقدون كل حماس لاجراء الامتحانات. يشار إلى أن تلاميذ عدد من الاعداديات والمعاهد على غرار معاهد حي النصر والمنزه السادس والمرسى ووسط العاصمة قد امتنعوا عن الالتحاق بمقاعد الدراسة للتعبير عن استيائهم من قرار إلغاء الأسبوع المغلق واستعمالهم «كأداة ضغط لتحقيق أغراض ومطالب مهنية ومادية».