أشارت حركة النهضة إلى احتمال عودة القيادي البارز حمادي الجبالي إلى صفوفها، لكنها أكدت بالمقابل أن موضوع خلافته للشيخ راشد الغنوشي على رأس الحركة غير مطروح حاليا، وقالت إن زيارة نائب رئيس الحركة عبدالفتاح مورو للشيخ يوسف القرضاوي لم تكن بتكليف من قيادة الحركة، مشيرة إلى أن دعوة القرضاوي إلى مؤتمرها العاشر «موضوع سابق لأوانه". وقال النائب والقيادي في "النهضة" وليد البناني لصحيفة «القدس العربي» إن الجبالي من القيادات الكبيرة في الحركة و"الحديث معه لم ينقطع (رغم استقالته في السابق) إطلاقا، وإمكانية عودته إلى صفوف الحركة واردة جدا، وسيُناقش هذا الأمر خلال المؤتمر العاشر للنهضة". وكان الجبالي أعلن قبل أشهر انسحابه من صفوف الحركة الإسلامية، مشيرا إلى أنه سيتفرغ للدفاع على الحريات عبر «مواصلة الانتصار للقيم التي قامت من أجلها الثورة وعلى رأسها احترام وإنفاذ دستور تونس الجديدة". لكن حضوره البارز مؤخرا في اجتماعات الحركة ومشاركته في الندوة الفكرية التي عقدتها "النهضة" قبل أيام، دفع بعض المراقبين للتأكيد بأنه قرر تعديل قراره السابق، وخاصة في ظل الحديث عن جهود كبيرة بذلها رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي لإقناعه، فيما ذهب آخرون إلى الحديث عن احتمال "خلافته" للغنوشي على رأس الحركة، في ظل اعلان الأول بأنه قد لا يترشح مجددا للرئاسة. وعلّق البناني على هذا الأمر بقوله إن تخلي الغنوشي عن قيادة الحركة وخلافته (من قبل الجبالي أو غيره) غير مطروح حاليا ضمن الحركة، مشيرا إلى أن الغنوشي «ما زال لديه دور محوري داخل الحركة وعلى المستوى الوطني، وخاصة في هذه المرحلة الحساسة، لأن المسار (الديمقراطي) ما زال يترسخ عبر تجربة التشارك في الحكم، فضلا عن النقلة النوعية الحالية في فلسفة الحركة ونظرتها إلى المرحلة المقبلة، كما أن آليات إفراز قيادات النهضة، سواء رئيسها أو مؤسساتها القيادية الأخرى، يكون دائما بالانتخاب وفي المؤسسات والمؤتمر العام أو في مجلس الشورى». وفيما يتعلق بأهم المحاور التي سيتناولها المؤتمر الاستثنائي العاشر للحركة المفترض عقده في منتصف العام الحالي، قال البناني «هناك محور فكري بعلاقة العمل السياسي بالعمل الدعوي، فضلا عن مناقشة وتقييم تجربة الحكم لحركة النهضة في فترة ما بعد الثورة، وأيضا استشراف لوضع حركة النهضة خلال السنوات الخمس المقبلة، كحزب عصري مشارك في الحكم ذي مرجعية دينية في واقع متحرك وفيه تحديات كبيرة جدا ومؤهل ليلعب أدوارا متقدمة في المرحلة المقبلة في تاريخ تونس، فضلا عن بعض المحاور الأخرى». وكانت زيارة نائب رئيس الحركة الشيخ عبد الفتاح مورو لرئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الشيخ يوسف القرضاوي أثارت جدلا كبيرا في تونس، حيث انتقد البعض زيارة رجل دولة (النائب الأول لرئيس البرلمان) كمورو لشخصية مثل القرضاوي مطلوبة من قبل الإنتربول الدولي بتهم «إرهابية»، بطلب من السلطات المصرية. وأوضح البناني الأمر بقوله «الشيخ عبد الفتاح مورو دُعي للمشاركة في برنامج «شاهد على العصر» في قناة الجزيرة، وخلال وجوده في قطر لتسجيل حلقات البرنامج التقى الشيخ يوسف القرضاوي، وهذه الزيارة تمت بشكل شخصي وضمن أنشطة الشيخ مورو وليست بتكليف رسمي من قيادة الحركة، ولكنها أخذت طابع تجاذب سياسي في تونس، وتمت إثارتها من قبل مجموعة من العلمانيين الذين يرون أن الشيخ القرضاوي غير مرغوب فيه (في تونس)». وأضاف «القرضاوي هو رئيس اتحاد يعدّ بالآلاف، وإدراجه على قائمة الإنتربول بطلب من مصر، لا يؤثر على كونه شيخ المعتدلين والوسطيين، ونحن (في حركة النهضة) لا نقبل بهذا التصنيف (من قبل الإنتربول)، لأنه ليس له ارتباط لا بالشيخ القرضاوي ولا بتاريخه ومواقفه التي ليست لها علاقة بالإرهاب ولا بمن يدعمه، ولا نعتبر أن القرضاوي يشكل مشكلة أو خطرا على الديمقراطية أو التديّن أو الموقف من الإرهاب في تونس، لأن مواقفه دائما تدين الإرهاب والعمليات الإرهابية»