أجرت صحيفة "لوطون" السويسرية حوارا مع وزير الخارجية الطيب البكوش الذي يوجد في جنيف هذا الأسبوع للمشاركة في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة. وتحدث البكوش عن الوضع في ليبيا وسوريا، وبرر حضور الاسلاميين في الحكومة الجديدة. وقال البكوش عن حضور الاسلاميين في الحكومة أن نتائج الانتخابات أعطت أغلبية ضعيفة لنداء تونس، وجاءت حركة النهضة ثانية بعدد هام من المقاعد. وأضاف البكوش أنه "بعيد الاعلان عن النتائج أعلن قياديوها أنهم سيكونون في المعارضة، وأنا قلت أنهم اختاروا افضل موقع خاصة بعد أن مارسوا السلطة وأنهم سيمارسون اليوم المعارضة وهي كذلك مسؤولية ". واضاف البكوش غير أنه كان هناك طرح آخر، وهو أنه بعد فترة طويلة من الحكومات الوقتية يجب أن تكون الحكومة الأولى للجمهورية الثانية قوية ومسنودة من البرلمان، لتتمكن من انجاز الاصلاحات اللازمة بأغلبية مريحة ولاعطاء رسائل طمأنة للمستثمرين من العالم كله، ودخول النهضة للائتلاف الحكومي مكّن من توسيع الدعم للحكومة بموافقة 166 نائبا من أصل 217 نائبا، وهذه ما يوفر أكثر أريحية للحكومة. وحول فترة حكم الاسلاميين في الفترة الانتقالية، قال البكوش أنها كانت فترة عصيبة، مضيفا أن «الترويكا» عملت على استراتيجية تعويض الدولة بنظام سياسي ثيوقراطي وبخليفة، وهو ما اصطدم بمقاومة شرسة من المجتمع ومن المرأة التونسية بالخصوص. وقال البكوش أنه شيئا فشيئا وقع «تونستهم» فيما ظلت مراجعهم مشرقية ولا علاقة لها بالثقافة والخصوصيات الاجتماعية التونسية. ولاحظ البكوش أنه يتمنى أن تكون مشاركتهم في الحكومة الجديدة طريقة لتعميق هذه «التونسة». وقال البكوش أن « الديبلوماسية التونسية تقوم اليوم على الحياد فيما يخص الصراع في ليبيا، حيث ندفع الى وحدة ليبيا، ويجب أن توجد حكومة ممثلة لكل الشعب الليبي والتي تفرض سيطرتها على كامل الأراضي الليبية، وهي ليست الحال اليوم حيث توجد حكومتان، في طبرق في الشرق وحكومة بطرابلس في الغرب مما خلق فضاء ومساحة للجماعات الارهابية». وأضاف البكوش أن تونس تدعم مبادرة مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا برناندينو ليون، مؤكدا أن تونس تعتبر أن الحل الفضل في ليبيا لن يكون إلا الحل التفاوضي بين الطرفين. وقال البكوش أنه إذا ما اعترفت تونس بحكومة الشرق فقط فإن هناك حقيقة لا يعلمها إلا التونسيون وهو أنه 80 في المائة من المقيمين التونسيين بليبيا موجودون بجهة طرابلس، ونقاط المرور بين البلدين توجد بالغرب كذلك، مؤكدا أن التونسيين لا يقيمون أي فرق بين اللاجئين الليبيين من الشرق أو من الغرب، فمن وجهة نظر التونسية فكلهم معتبرون مواطنين ليبيين. وحول قطع العلاقات مع سوريا، قال البكوش أنه كان خطأ، وأنه يجب معالجته حتى بتمثيلية قنصلية للوقوف على مشاكل التونسيين في سوريا.