ذكر عقيد متقاعد من المخابرات الجزائرية في تصريح لصحيفة الخبر الجزائرية أن الهجوم الإرهابي الذي نفذ في العاصمة تونس لن يكون الأخير، وقال "من الوهلة الأولى، تبدو عملية متحف باردو بسيطة، لكن الواقع العملياتي يختلف كثيرا، لقد تعلمنا من خلال خبرة مكافحة الإرهاب أن العمليات الإرهابية في المدن تنفذ من قبل ثلاث مجموعات إلى أربع: الأولى هي مجموعة الاستطلاع التي تراقب الهدف ثم تنتخبه، ولا يجوز في عرف الجماعات الإرهابية اقتراب جماعة التنفيذ من الهدف خوفا من انكشاف العملية. والثانية هي مجموعة التجهيز التي توفر السلاح والمتفجرات. والثالثة هي مجموعة التنفيذ. أما الأخيرة فهي مجموعة التصوير والنشر. لهذا فإن العملية تبدو أكثر تعقيدا ولا بد من دعم الإخوة في تونس للقضاء على الجماعة المسؤولة أو اعتقالها". ويضيف المتحدث "لقد تم التخطيط للهجوم الإرهابي الأخير في العاصمة التونسية قبل شهر أو 3 أسابيع على الأقل، من قبل خلية لا يقل عدد أعضائها عن 7 وقد يصل إلى 15، لأن طبيعة عمل الخلايا السرية لتنظيم القاعدة تفرض أن لا يزيد عدد الأعضاء في كل خلية سرية عن 14 أو 15، وهو ما يعني أن أعضاء الخلية ما زالوا طلقاء، وأن عمليات أخرى ستقع أو ستؤجل حسب ظروف الجماعة، وهو ما يضع الأمن التونسي أمام مسؤولية خطيرة، كما يؤكد ذات الخبير "أن الهجمات الأخيرة في العاصمة التونسية، ورغم بشاعتها ودمويتها، فستكون مفيدة للغاية للأمن التونسي الذي سيعزز قدراته في مواجهة التهديد الإرهابي الجديد". وشبه مصدر أمني رفيع الوضع الأمني الميداني في تونس حاليا بالوضع الأمني في الجزائر العاصمة بعد تأسيس تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، فقد واجهت الجزائر عامي 2006 و2007 صعوبة كبيرة في التعامل مع الخلايا النائمة للتنظيم في العاصمة، والذي تمكن بين أعوام 2005 و2007 من توفير السند اللوجيستي لمنفذي العمليات الانتحارية في العاصمة، وكان أبرزها عملية الهجوم على قصر الحكومة. ويخوض الأمن التونسي، حسب المصادر، سباقا ضد الساعة من أجل تفكيك عشرات الخلايا السرية النائمة التي توفر السند للإرهابيين الراغبين في تنفيذ عمليات نوعية في المدن الكبرى، وتحتاج السلطات التونسية لإمكانات تقنية متطورة لملاحقة الجماعات الإرهابية السرية (الخبر الجزائرية)