أظهرت تسجيلات الصندوق الأسود من الطائرة الألمانية المنكوبة مغادرة أحد الطيارين لقمرة القيادة دون أن يعود إليها قبل سقوطها في جنوب شرق فرنسا. وأفاد مصدر من فريق التحقيق، الخميس 26 مارس،أن الحديث بين طاقم الطائرة انقطع بعد ذلك مضيفا أنه لم يعرف ما إذا كان قائد الطائرة أو مساعده هو الذي غادر القمرة. وحسب التسجيلات الصوتية كانت بداية الرحلة طبيعية وكانت أصوات الطاقم تسمع بشكل طبيعي، ليعلو فجأة صوت تراجع مقعد، ثم فتح باب وأغلق.. وبعد ذلك علا صوت طرق على الباب دون وجود أي حديث حتى تحطم الطائرة. وفي نهاية الرحلة، دوت صفارات الإنذار معلنة اقتراب الطائرة من الأرض. وأوضح المصدر نفسه أن الطيارين كانا يتحدثان باللغة الألمانية دون أن يحدد من الذي غادر قمرة القيادة، أهو قائد الطائرة أم مساعده، علما أن المساعد انضم مؤخرا إلى الشركة الألمانية "جيرمانوينغز" التابعة لشركة لوفتهانزا. وقال ريمي جوتي، مدير مكتب التحقيق والتحليل، في وقت سابق إن فريق العمل تمكن من استخراج بيانات صالحة للاستعمال من الصندوق الأسود للطائرة الألمانية إيرباص A320 التي سقطت في جبال الألب وراح ضحيتها 150 شخصا. وأضاف المسؤول أن معرفة أسباب سقوط الطائرة غير ممكنة في الوقت الراهن، مشيرا إلى عدم إمكانية استبعاد أي فرضية، ومؤكدا أن الطائرة لم تنفجر قبل سقوطها يذكر أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قال إنه تم العثور على غلاف الصندوق الأسود الثاني لا على الصندوق. ولا يزال البحث جار عن الصندوق الأسود الثاني الذي يسجل إحداثيات الرحلة، ويكشف الصندوقان الأسودان عادة عن معلومات أساسية وعن خيوط للتحقيق من أجل تحديد أسباب أي حادث جوي. واستأنفت فرق الإنقاذ الفرنسية عملياتها لانتشال جثث ضحايا وحطام الطائرة الألمانية التي سقطت الثلاثاء في منطقة شديدة الوعورة بجبال الألب جنوبفرنسا. وأكدت السلطات الفرنسية أن عمليات البحث وانتشال جثث ركاب الطائرة المنكوبة ستستغرق عدة أيام بسبب سوء حالة الطقس ووعورة المنطقة التي سقطت فيها الطائرة، وأنها ستدعم فرق الإنقاذ بقوات طوارئ إضافية لتسريع العملية. وكان طائرة "أيرباص 320" ألمانية تقل 150 شخصا بينهم 144 راكبا تحطمت الثلاثاء 24 مارس في جنوبفرنسا، ورجح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مقتل جميع الركاب وأفراد طاقمها. وأوضحت وسائل إعلام أن الطائرة التابعة لشركة "Germanwings" تحطمت أثناء رحلتها من برشلونة الإسبانية إلى دوسلدورف الألمانية، بعد أن اختفت من على شاشات الرادار قرابة الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي. على صعيد آخر زار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني مانويل راخوي الأربعاء 25 مارس موقع تحطم طائرة الايرباص الألمانية في بلدة سين لي زالب الفرنسية. ونوه هولاند بجهود فرق الإنقاذ التي حاولت الوصول إلى الضحايا في ظل ظروف صعبة، كما أكد هولاند أنه تباحث مع قوات الإغاثة للوقوف على التدابير المتخذة لتسريع عمليات البحث. وأعلنت شركة "Germanwings" خلال مؤتمر صحفي أن 67 مواطنا ألمانيا كانوا على متن الطائرة، حسب بياناتها. بدورها أكدت الحكومة الألمانية أن 45 إسبانيا كانوا على متن الطائرة. وأعرب هولاند عن تعازيه للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والعاهل الإسباني فيليب السادس في مكالمتين هاتفيتين أجراهما اليوم. من جانب آخر قطع الملك الإسباني زيارته الرسمية إلى فرنسا بسبب كارثة الطائرة الألمانية وعاد إلى إسبانيا.