مازال مصير 98400 جرعة تسلمتها تونس في إطار مبادرة كوفاكس، لم يحسم بعد، آخر ما أعلنته السلطات التونسية حول ما إذا كان هذا اللقاح سيستخدم في تونس أم لا، يأتي على لسان وزير الصحة فوزي مهدي الذي أعلن أن اللّجنة الفنية للأدوية باللّجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا المستجد، قررت انتظار إصدار المنظمة العالمية للصحة لدراسات علمية حول سلامة لقاح "أسترازينيكا" قبل السماح باستعماله في تونس."وزارة الصحة لن تستعمل أي تلقيح إلا بعد أن تكون مطمئنة مائة بالمائة من سلامته وفاعليته". هذا ما جاء على لسان الوزير. ولكن في انتظار الدراسات العلمية لمنظمة الصحة، هل مازال اللقاح يستخدم اليوم؟ وماذا تقول الدراسات العلمية حوله؟ يقال الكثير عن لقاح أسترازينيكا وربما يكون الانطباع لدينا حوله أنه قد تم إيقاف استخدامه، في الحقيقة هنالك عديد البلدان التي لجأت إلى ذلك، فقد أصبحت الدنمارك أول دولة تخطط للتوقف بشكل دائم عن إعطاء اللقاح، بعد شهر من تعليق استخدامه. عديد البلدان الأوروبية أيضا عقلت استخدامه. فرنسا ذهبت إلى إعطاء جرعة ثانية من لقاح فايزر أو مودرنا للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما وأخذوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا، كما تشير تقارير صحفية فرنسية إلى تراجع الثقة في لقاح أسترازينيكا ورفض الكثير من المسجلين على قوائم التلقيح تلقيه. ترودو تلقى أول جرعة من أسترازينيكا ولكن هنالك بلدان أخرى مازالت تستخدمه. تداولت عديد صفحات الميديا الاجتماعية في تونس صورة رئيس الوزراء الكندي وهو يتلقى لقاحا ضد كوفيد-19، تلك كانت الجرعة الأولى التي لقاها جاستنترودو من لقاح أكسفورد / أسترا زينيكا، وذلك بعد أن خفضت لجنة اللقاح الكندية توصياتها المتعلقة بالفئات العمرية التي يمكن أن تتلقى اللقاح، وسمحت باستخدامه لدى فئات عمرية أصغر انطلاقا من ثلاثين سنة، معتبرة أن فوائد اللقاح تتجاوز مخاطره المحتملة. ولكن مؤخرا أعلنت السلطات الصحية في مقاطعة كيبيك الكندية عن تسجيل أول حالة وفاة ناجمة عن التجلط الدموي بعد تلقي اللقاح. في بريطانيا حيث تم تصنيع هذا اللقاح تراجع الحماس البريطاني تجاهه، بحسب استطلاع رأي نشر مؤخرا. مقابل تزايد القلق بشأن صلاته المحتملة بآثار جانبية ضارة نادرة. قرار الجهات العلمية في بريطانيا، يتمثل في تجنب تقديمه للفئات العمرية من 18 إلى 29 سنة، وقد أعلنت السلطات البريطانية منذ بضعة أيام أن هنالك 168 إصابة بجلطات الدم في البلاد لدى أشخاص تلقوا تلقيح أسترازينيكا، توفي منهم 32 شخصا من أصل 21.2 مليون جرعة أولى من استرازينيكا. واشنطن ستوزع أسترازينيكا على العالم الولاياتالمتحدة من جهتها قالت إنها "ستشارك العالم بما يصل إلى 60 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا." وذلك مع الإشارة إلى أنه لم يتم التصريح باستخدام اللقاح في الولاياتالمتحدة بعد، ونظرا إلى توفر كميات من لقاحات أخرى مرخص باستخدامها في الولاياتالمتحدة قال البيت الأبيض إن الولاياتالمتحدة لن تحتاج إلى استخدام لقاح أسترازينيكا خلال الأشهر العديدة القادمة. وكالة الأدوية الأوروبية جددت التوصية بالاستخدام غير المقيد للقاح "أسترازينيكا"، معتبرة أن فوائد اللقاح هي أكبر من المخاطر المحتملة لتجلط الدم لدى جميع الفئات العمرية. وتقول "إن أخطر الآثار الجانبية هي حالات نادرة جدا لجلطات دموية غير معتادة مع انخفاض عدد الصفائح الدموية، تشير التقديرات إلى حدوثها لدى شخص واحد بين 100 ألف يتم تطعيمهم بلقاح أسترازينيكا". بحسب الوكالة فإن خطر حدوث هذه الأعراض هو أعلى لدى الأشخاص أقل من 60 عاما مقارنة بكبار السن.