الحكومة تعهدت بتسديدها في جانفي 2021 3 مليون دينار متخلدات شركات تجميع النفايات لدى الدولة.. وإمكانية توقفها وارد نائب رئيس غرفة شركات النفايات الطبية ل"الصباح" : الفضلات الطبية تضاعفت ب50% مع جائحة كوفيد19.. وتجميع نفايات مراكز التلاقيح مازال غير واضح في 8 ولايات "
يحجب الوضع الصحي المتأزم للموجة الثالثة لانتشار فيروس كوفيد 19، وما يخلفه يوميا من ضحايا واصابات جديدة واشكالية توفير الامصال وتوزيعها غير المنصف، معضلة اعمق قد تنفجر في اي لحظة وهي تجميع الفضلات الطبية وخاصة منها الفضلات الخطيرة ل"مسار كوفيد 19″. ووفقا لتصريح وليد الحامدي نائب رئيس غرفة شركات تجميع النفايات الطبيةلم تتحصل الشركات العاملة على تجميع فضلات كوفيد 19، على مستحقاتها المتخلدة لدى مؤسسات استشفائية عمومية منذ اكثر من سنة. الامر الذي هدد ديمومة بعضها وادى الى ايقاف نشاط البعض الاخر، واليوم بعد عدم تطبيق اتفاق جانفي 2021، الذي التزمت خلاله وزارة الصحة والحكومة آنذاك بسداد ديونها من صندوق 18-، تعمق المشكل فحتى الشركات التي استطاعت البقاء اصبحت مهددة اليوم وامكانية توقفها واردة في اي وقت. وفسر الحامدي في تصريحه ل"الصباح"، انه مع جائحة فيروس كورونا المستجد، تضاعف شركات تجميع النفايات الطبية نشاطها بحوالي ال50% وهو ما ضاعف في نفس الوقت مصاريفها وفي ظل عدم خلاصها فان إمكانية المواصلة تصبح أصعب. وبين نائب رئيس غرفة شركات تجميع النفايات، ان متخلدات الدولة لدى حوالي 8 شركات هي في حدود ال3 مليون دينار بمعدل بين 450 و500 الف دينار لكل شركة. وهي مستحقات لخدمات رفع نفايات تعود بعضها الى 2019. فمثلا شركته لديها متخلدات لدى مستشفى محمود الماطري بقيمة 200 الف دينار لم يقع دفعها منذ اكتوبر 2019 كما لديه متخلدات لدى مستشفى عبد الرحمان مامي (تحول الى مستشفى اختصاص كوفيد) بقيمة 600 ألف دينار. في نفس الوقتاكد وليد الحامدي ان تجميع الفضلات الخاصة بمراكز الحجر الصحي الاجباري التي تم تركيزها في بداية الجائحة هي الأخرى لم يتم سداد تكاليفها. وفي ما يتعلق بتجميع نفايات مراكز التلقيح، هذا العنصر المستجد فيما يهم الفضلات الطبية افاد نائب رئيس غرفة تجميع النفايات الطبية، ان كمياتها ليست بالضخمة، كميات عادية، وان الغرفة وضعت بمبادرة فردية منها خطة استراتيجية لتغطيتها اين ربطتها بمسار التجميع الخاص بالمؤسسات الاستشفائية فمثلا، الشركة التي تقوم بتجميع فضلات مستشفى محمود الماطري وعبد الرحمان مامي هي نفسها التي تتكفل بتجميع فضلات مراكز التلاقيح التي تم تركيزها في أريانةالمدينة وبقبة المنزه 1. ولذلك هي لا تطرح مشكل اليوم على مستوى تونس العاصمة والمدن الساحلية. اما في يهم المناطق الداخلية فان الامر يبقى اكثر ضبابية وغير واضح خاصة ان وزارة الصحة لم تفتح بعد مناقصات في شانها. ويهم الاشكال حسب وليد الحامدي كل من ولايات قفصة وسيدي بوزيد والقصرين وتوزر وقبلي وباجة والكاف وجندوبة. وللإشارة تم تناول مشكل تجميع النفايات الطبية وخاصة منها نفايات فيروس كوفيد 19، في أكثر من مناسبة خلال السنة الماضية. ففضلا عن التحرك الذي خاضته شركات تجميع النفايات الطبية السنة الماضية من اجل الحصول على مستحقاتها المالية وما لحقها من اشكاليات في تجميع الفضلات وصور النفايات الطبية الملقاة بطريقة عشوائية وغير مدروسة في عدد من مستشفياتنا العمومية (اخرها مستشفى الرابطة)، سلطت وسائل اعلام مسموعة ومكتوبة ومرئية الضوء على امتداد الاشهر الماضية، على قصص اكتشاف مواطنين وحتى عناصر من الشرطة البيئية لمصبات عشوائية وعمليات ردم وإلقاء فضلات طبية منها فضلات كوفيد 19 على حافة طرقات وداخل اودية او ابار مهجورة لم تحرك الهياكل المعنية ساكن في شانها نبه إلى خطورتها النشطاء البيئيون واعتبروا ان الحكومات تتعمد غضّ النظر عليها. وتفرز المستشفيات والمصحات التونسية سنوياً قرابة ال18 ألف طن من النفايات الطبية، اذا ما اخذنا بعين الاعتبار تضاعفها بحوالي النصف مع الأزمة الصحية لفيروس كوفيد 19، نصبح أمام حوالي ال27 الف طن من النفايات الطبية اكثر من نصفها نفايات خطيرة تتعلق بمسارات فيروس كوفيد 19..