كشفت خلال الاسبوع الفارط وبداية الاسبوع الجاري الوحدات الامنية لاقليم الامن الوطني بصفاقس وتحديدا على مستوى فرقتي شرطة النجدة والشرطة العدلية بمنطقة الامن الوطني بصفاقسالمدينة النقاب عن احدى اكبر صفقات تهريب الشماريخ والألعاب النارية بمختلف أنواعها شملت الابحاث فيها-مبدئيا- 12 شخصا بينهم اربعة رجال اعمال من ضمنهم ثلاثة بحالة ايقاف واخر بحالة فرار وسائقين اثنين وثلاثة موظفين بشركة للوساطة القمرقية وضابط وعون بالديوانة التونسية، وشخص آخر مازال بحالة فرار وصدرت في شأنه بطاقة تفتيش، وقد وجهت لجملة المعنيين بالتتبع الذين من المنتظر أن يحال عشرة منهم اليوم بحالة احتفاظ على النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 تهمة تكوين وفاق لتهريب بضاعة محجرة والمشاركة في ذلك. اوراق هذه القضية التي يتردد انها من اكبر قضايا الفساد وضرب الاقتصاد في صفاقس وتونس المتعلقة ب"مافيا" التهريب تفيد بان معلومة سرية وردت على مسامع رجال فرقة شرطة النجدة بصفاقس مفادها الاشتباه في تخزين كمية كبيرة من الفوشيك والالعاب النارية داخل مستودع يقع على بعد تسعة كيلومترات عن وسط المدينة بعد توريدها من الصين. شحنة كبيرة ونظرا لخطورة المعلومة فقد اولاها الاعوان العناية اللازمة وتحولوا على جناح السرعة رفقة نظرائهم بفرقة الشرطة العدلية بصفاقسالمدينة الى عين المكان بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 حيث عثروا على 2160 "كرذونة" تحتوي على مئات الآلاف من الشماريخ والفوشيك والالعاب النارية بمختلف أنواعها، تقدر قيمتها بالجملة بنحو ثلاثة ملايين دينار فيما تتراوح بالتفصيل وفق بعض المصادر بين العشرة ملايين دينار و15 مليون دينار، وبسماع أقوال حارس بالمستودع ادلى بهويتي صاحبي المكان، وهما رجلا اعمال مشهوران بصفاقس. شبهة فساد اثناء عملية رفع شحنة الألعاب النارية المهربة قدم احد رجلي الاعمال المشبوه فيهما الى المستودع فتم ايقافه في الحين واقتياده الى المقر الامني رفقة المحجوز، وبانطلاق الابحاث تبين من خلال أقوال بعض المشتبه بهم ان رجلي الاعمال المذكورين قاما يوم الواقعة بإخراج اربع حاويات من الميناء التجاري بصفاقس بالتنسيق مع مكتب وساطة قمرقية، ثبت ان اثنتين منها تم إدخالهما الى ما يعرف بالمخزن وتفتيشهما من قبل اعوان الديوانة التونسية فيما لم يتم ادخال الحاويتين الثالثة والرابعة والاكتفاء بتمريرهما على الاشعة (السكانار) وتظاهر عون الديوانة برتبة عريف بعدم التفطن لوجود البضاعة الممنوعة داخل الحاويتين-حسب قوله- وهو ما يتعارض مع الاجراءات القانونية المعمول بها ويوحي بوجود شبهة. اذ افاد اثنان من السواق لدى التحري معهما ان اعوان الديوانة بنقطة التفتيش بطريق سيدي منصور طلبوا منهما مغادرة المكان دون الدخول الى المخزن وتفتيشهما، وبناء على ذلك قام اعوان الامن بمكاتبة ادارة الديوانة عن طريق وكيل الجمهورية لتحديد هويات اعوان الديوانة المباشرين حينها واستدعائهم للتحري معهم. إيقافات بالجملة وفي هذا الاطار علمنا ان النيابة العمومية اذنت مساء امس الاول بالاحتفاظ بضابط بالديوانة برتبة ملازم اعلى يعمل بالمخزن وموظفين بشركة الوساطة القمرقية أحدهما يشرف على المخزن وعون ديوانة برتبة عريف مسؤول عن السكانار في ذلك اليوم، ووفق معطيات إضافية فان الأخير ذكر انه لم يتفطن لشحنة الألعاب النارية فيما اعترف اخر بان الحاويتين لم يتم إدخالهما الى المخزن مثلما هو متعارف عليه. وحسب المعطيات التي تحصلت عليها "الصباح" فان الابحاث قد تكشف عن شبكة مترامية ومتداخلة الاطراف مختصة في التهريب تضم اربعة رجال اعمال اثنان من صفاقس(احدهما بحالة احتفاظ والثاني بحالة فرار وصدر في شانه منشور تفتيش) وثالث قاطن بسوسة(بحالة احتفاظ) يبدو انه شريك في الصفقة ورابع(بحالة احتفاظ) وهو صاحب شركة تقوم بالوساطة القمرقية اضافة الى ثلاثة موظفين(بحالة احتفاظ) بمكتب للوساطة القمرقية وضابط وعون ديوانة(بحالة احتفاظ) وسائقين(بحالة احتفاظ) وشخص آخر بحالة فرار، وقد وجهت لهم مبدئيا النيابة العمومية تهمة تكوين وفاق لتهريب بضاعة محجرة والمشاركة في ذلك، ومن المنتظر ان تتفرع عن هذه القضية الخطيرة باعتبارها مضرة بالاقتصاد الوطني قضايا اخرى على الارجح قد تتعلق بتبييض الاموال بالنسبة لعدد ممن شملتهم الابحاث خاصة مع توفر معلومات حول وجود ست عمليات مماثلة حصلت بالميناء التجاري بصفاقس، على أن يبقى كل المحتفظ بهم أبرياء حتى تثبت إدانتهم. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 01 افريل 2015