قال بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية أن وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش ألقى، في اليوم الثاني من مشاركته في أشغال القمة الآسيوية الإفريقية المنعقدة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، خطابا توجّه فيه بالثناء والتقدير لجمهورية إندونيسيا على استضافتها للقمة وعلى التزامها بخدمة مبادئ وأهداف هذه الشراكة القارية التي كان لإندونيسيا شرف احتضان مؤتمرها التأسيسي بباندونغ سنة 1955. كما نوه باختيار موضوع "تعزيز التعاون جنوب – جنوب للنهوض بالسلم الدولي والازدهار" كمحور لهذه القمة لما يترجمه من وعي بمدى انعكاس الأبعاد الاقتصادية على السلم والأمن الدوليين لاسيما في دول الجنوب التي لايزال العديد منها يشكو توترات وأزمات عميقة تتحمل آثارها أساسا فئات هامة من شعوب المنطقة التي تشكو من انعدام الأمن وضعف مستويات التنمية. وأبرز الوزير أن الأهداف الأساسية التي تقوم عليها الشراكة الأفرو-آسيوية تستند إلى قراءة واقعية لما تواجهه بلداننا اليوم من تحديات تفرضها المتغيرات الإقليمية والدولية على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وخصّ الوزير بالذكر منها الفقر والبطالة والتهميش وضعف الموارد وانسداد الآفاق أمام الفئات الشبابية ونقص مشاركة المرأة. يضاف إليها اليوم الإرهاب وتواصل انتهاك حقوق الإنسان والشعوب. وأكّد انه لم يعد من الممكن لأي بلد أن يبقى في منأى عن هذه التحديات التي باتت تفرض علينا مزيدا من التنسيق والتضامن لنكون أوفياء لروح باندونغ. كما جدّد التزام تونس بالأهداف الإستراتيجية للتعاون الأفرو-آسيوي وبالمبادئ الأساسية لحركة عدم الانحياز، مشددا على أن مجابهة عديد التحديات السياسية والأمنية والمجتمعية يمرّ لزاما عبر وضع أسس متينة لنظام اقتصادي دولي يكفل التنمية المتكافئة للجميع ويأخذ بعين الاعتبار الأولويات الاقتصادية والاجتماعية للدول الأقل نموّا. من جهة أخرى، وفي سياق حديثه عن الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ذكّر الوزير أن ستّين سنة مرّت على انعقاد أول مؤتمر أفرو-آسيوي أكّد على حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، ورغم ذلك مازال الشعب الفلسطيني يناضل من أجل الحريّة والكرامة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأهاب بكافة الدول المنضوية ضمن الشراكة الآسيوية الإفريقية لمزيد الدفع من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. كما عبر عن الأمل في أن يتوفّق الجميع إلى تحقيق ذلك في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها باعتماد نهج الحوار والوفاق لحلّ النزاعات وتوحيد الصفوف لمقاومة آفة الإرهاب. وخلص الوزير إلى القول أنّ تماسك أعضاء الشراكة الآسيوية –الإفريقية وتضامنهم وتواصل التنسيق فيما بينهم يمكّن بلا شك من مواجهة التحدّيات المطروحة ومن العبور ببلداننا إلى شاطئ الأمان، معربا في هذا الصدد عن عزم تونس على المضي قدما في دعم هذه الشراكة الاستراتيجية ومزيد تفعيلها. وإذ أشاد بالمبادرات الواعدة لدعم جهود التنمية بالقارة الإفريقية على غرار مؤتمر طوكيو الدولي والمنتدى الصيني الإفريقي والحوار الهندي ومنتدى الأعمال الإفريقي الآسيوي، دعا الوزير إلى استغلال كل هذه الأطر وتعزيز هذا التعاون من أجل دعم ركائز الأمن والاستقرار والتنمية في إفريقيا وآسيا بما يسهم في إرساء عالم أكثر عدلا وتكافئ تسوده الرفاهية والسلام.