فقد أثر 10 مهاجرين غير شرعيين أفارقة، قرب السواحل المغربية، خلال محاولة لعبور مياه مضيق "جبل طارق" نحو الأراضي الإسبانية، بحسب مصدر أمني مغربي. وقال المصدر الأمني، رافضا الكشف عن هويته، إن "فرق إنقاذ من المغرب وإسبانيا، مازالت تقوم في هذه الأثناء (الساعة 12 تغ)، بعمليات بحث مشتركة عن المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة الذين انطلقوا على متن قارب من السواحل الغربية لمدينة طنجة، بأقصى شمالي المغرب، في محاولة للوصول إلى السواحل الإسبانية". وأضاف أن عمليات البحث تتركز أساسا في منطقة "كاب سبارطيل" (14 كيلومترا غرب طنجة المغربية)، التي انطلق منها قارب المهاجرين الأفارقة، قبل فقدان أثره. وأشار إلى أن عمليات البحث، انطلقت بعد تلقي البحرية المغربية إشعارا من طرف نظيرتها الإسبانية، يفيد بفقدان أثر القارب بعد وقت قصير من انطلاقه، ولم يتم التعرف بعد على جنسيات من كانوا على متنه، بحسب المصدر ذاته. وتعتبر منطقة "كاب سبارطيل"، من بين أخطر المناطق البحرية بمضيق جبل طارق، نظرا إلى كونها نقطة التقاء بين مياه البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، غير أن أعدادا كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين يختارون هذه المنطقة للإبحار إلى الضفة الشمالية للمضيق، بسبب تشديد الخناق الأمني من طرف السلطات المغربية على مستوى باقي المناطق الساحلية الأخرى، التي تصنف بالأقل خطورة. ويتواصل تدفق المهاجرين الأفارقة على الشواطئ الإسبانية بوتيرة متفاوتة، حيث تعلن السلطات الإسبانية والمغربية بشكل دوري عن محاولات تسلل يقوم بها مهاجرون أفارقة إلى السواحل الإسبانية بحرا أو عبر التسلل إلى مدينتي سبتة ومليلية، شمالي المغرب (تتمتعان بحكم ذاتي تحت السيادة الإسبانية). ومنذ بداية ماي الجاري، أعلنت السلطات المغربية، عن إحباط محاولتين للهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحل شمال المغرب، الأولى قام بها 48 مهاجرا إفريقيا في الثاني من هذا الشهر، فيما قام 19 آخرون بمحاولة ثانية يوم 6 من نفس الشهر. وقررت السلطات المغربية في أفريل الماضي، ترحيل 22 مهاجرا إفريقيا، بعد اعتقالهم متلبسين بمحاولة للهجرة غير الشرعية، وهي المحاولة التي تسببت في مقتل عنصر أمن مغربي، جراء سقوطه وغرقه في البحر. ووفق إحصائيات إسبانية سابقة، حاول نحو 16 ألف مهاجر أفريقي غير نظامي التسلل واقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2014، بينما نجح أكثر من 3600 مهاجر أفريقي في التسلل إلى داخل مدينة مليلية خلال الفترة المذكورة عبر أكثر من 40 محاولة اقتحام جماعي. وتوافد على المغرب خلال السنوات الأخيرة آلاف المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء، في طريقهم للعبور إلى دول أوروبا ولاسيما إسبانيا، غير أن عددا منهم يستقر في المغرب لتصبح الأراضي المغربية موطن استقرار لهم لا نقطة عبور فقط.