قال وزير التربية ناجي جلول اليوم ان الحوار الوطني حول اصلاح المنظومة التربوية انطلق بالاستماع إلى التلاميذ، حيث تفاجأ بما قال انه "مستوى راقي للتلاميذ" في المرحلة الاعدادية، مضيفا أنهم يعون تماما مشاكل قطاع التربية والتعليم. كما قال على أمواج إذاعة جوهرة "اف ام" انه لمس تفهما كبيرا لديهم وتحررا للمربين في أخذ المبادرة والتفكير، مضيفا أن هذه المبادرة كبتت في عهد بن علي لكنها اليوم حررت لخدمة التلميذ والحوار بهدف اصلاح المنظومة التربوية. وأردف الوزير قائلا أنه من بين الأهداف المرجوة "ان تكون المدرسة فضاء للاستماع إلى التلميذ وتوجيه مواهبه ومهاراته نحو الطريق الصحيح". وقال جلول أنه متأكد أنه إذا ما اجتاز بن خلدون لمناظرة السيزيام في تونس فانه لن ينجح، معللا على ذلك بأن الأخير لا يعرف الرياضيات الحديثة والإعلامية وقواعد اللغة الحديثة. وأضاف : "التاريخ لا يعود إلى الوراء، فيجب مثلا تحسين جودة التعليم في تونس... وإشكالية التعليم والتربية بدأت منذ 1958 كما أنها لا تتماشى وسوق الشغل". وقال أن المبادئ التي انطلق منها برنامج التربية والتعليم منذ 1958 كان له غايات مثل محو الأمية وزيادة نسبة التمدرس، لكن اليوم تغيرت هذه المبادئ. وأضاف أنه لا بد من تحديد تاريخ معين لتحقيق أهداف الإصلاح التربوي، مشيرا إلى ان تونس ستكون في مصاف البلدان المتقدمة سنة 2030. وقال ناجي جلول ان تحقيق ذلك يتطلب توفير موارد بشرية متطورة. وقال الوزير ان التعليم العمومي المجاني لم يعد موجودا، وحتى وإن وجد فإن جودته أضحت متدنية جدا، وانه لا يمكن أن توفر تعليما عموميا جيدا في ظل عدم توفر الموارد الكافية لوزارة التربية، وكذلك مع طاقم تعليمي بمرتبات متدنية بالإضافة إلى عدم توفر الوسائل البيداغوجية التي تمكن من تحسين جودة التعليم. ولاحظ وزير التربية أن الحوار حول اصلاح المنظومة التربوية سيستمر لسنوات عديدة. كما اعتبر الوزير ان رجال الأعمال في تونس مطالبون بردّ الجميل للمدرسة العمومية عبر اكتتاب وطني يتم بموجبه ضخ أموال لتهيئة المدارس والنهوض ببنيتها التحتية.