أفرجت اجهزة الاستخبارات الامريكية يوم الاربعاء على الكثير من الوثائق التي تتضمن معلومات فريدة عن زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن الذي كان يعيش معزولا في منزل في مدينة ابوت اباد الباكستانية، حتى قيام فرقة "العجول" الامريكية الخاصة باغتياله في منزله، وتلقي الوثائق التي تم اختيارها وترجمتها من قبل اجهزة الاستخبارات الامريكية الضوء على جوانب جديدة للوضع النفسي لزعيم القاعدة وافكاره التكتيكية، وخشيته من اجهزة الاستخبارات الغربية، واهتمامه الكبير بالصورة العامة للتنظيم، كما شملت العديد من الرسائل لزوجته، (لم يذكر اسمها في الوصية) علما انه كان تزوج اربع نساء وهن: أمل الصداح وخديجة شريف وخيرية صابر وسهام صابر الا ان خديجة لم تستطع التأقلم مع حياة التقشف وعادة الى السعودية، ووصية أخرى لنجله أسامة، واخرى لوالده ايضا. وحصلت "راي اليوم" على نص وصيته التي خص بها زوجته التي كتبها في منتصف أوت في عام 2008، وفيما يلي نصها: "وصيتي الى زوجتي الغالية الوفية الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه: زوجتي الغالية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالك عساك بخير وانت ومن معك، وكيف حال ابني اسامة وبنتاي اسماء وضحى اسأل الله ان تكونوا جميعا بخير، وكيف حال اختي ايمان وام حمزة، وكيف حال اخواني واخواتي اسأل الله ان تكونوا بخير ويعجل فرجكم وسائر المسجونين من المجاهدين الى بر الامان. زوجتي الغالية، تعلمين اني هربت من السجن لأجل اختي وانت وام حمزة، ولكن وجدت الامر يحتاج الى وقت ربما يطول، واني اعلم انك في ازمة نفسية فلذلك ضاعفت تفكيري للبحث عن مخرج لكم فأسال الله ان يعجل لكم الفرج وان يجمعنا بكم في بر الامان عاجلا غير آجل. زوجتي حبيبتي: اعلمي انك تملئين قلبي بالحب والذكريات الجميلة وتحملك الطويل على المشاهد العصيبة في سبيل ارضائي وبرك بي خاصة في فترة السجن، فلن انسى فضلك وصبرك وبرك بي، وكلما تذكرتك دمعت عيني لفراقك؟ اعلمي اني لن اتزوج عليك لأني لن اجد امرأة مثلك وسأبقى في ارض الجهاد حتى يجمعنا الله في هذه الدنيا لاراك وامتع نظري بك وابنائي، ولاعوضكم ما فقدتموه في السجن من عطف ومودة وذلك بسبب ضيق السجن وانشغال الفكر. واما ان كان قد عز في الدنيا اللقاء ففي مواطن الحشر نلقاكم ويكفينا، فعليك بالصبر وتزويدي بالتقوى حتى تلقي الله وهو راض عنك، فنجتمع في الجنة بين انهارها ونعيمها تلك الحياة الخالدة الباقية، فانك نعمة الزوجة في الدنيا واسأل الله ان تكوني زوجتي في الآخرة. وصيتي: اذا قتلت وشئت ان ترجعي الى اهلك فهذا خير، ولكن عليك تربية ابنائي تربية صحيحة وان تراقبيهم وتنتبهي عليهم من اصحاب السوء، خاصة عند سن البلوغ وخاصة البنات "اسماء وضحى" فاحرصي عليهم كل الحرص وان استطعت ان تزوجيهم من المجاهدين فذلك افضل والا فمن الصالحين. واما اسامة إذا بلغ سن الرشد اذا كان هناك من يقوم على خدمتك غيره فأرسليه عند جده، واخص جده، لان طريقه واضح صحيح لا غبار عليه. ولان الجهاد فرض علينا في هذا الزمان على كل بالغ يجب عليه ان يجاهد في سبيل الله. اما انت يا قرة عيني وأغلى ما عندي في هذه الدنيا اذا اردت ان تتزوجي بعدي فلا مانع لدي ولكني ارغب وبشدة ان تكوني زوجتي في الجنة، والمرأة اذا تزوجت رجلان تخير يوم القيامة بواحد منهما. وفي الختام: ارجو ان تسامحين على ما بدر مني من تقصير تجاهك، وان تدعي لي بالخير وان تذكري ابنائي بالدعاء لي وان يتصدقوا عني ويضعوا لي صدقة جارية. فإلى اللقاء اما في الدنيا او في الآخرة، اسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظك وابنائي من كل سوء، ويرعاك وابنائي بعينه التي لا تنام، وان يرزقكم حسن الخاتمة، وبجمع شملنا في الفردوس الاعلى مع البنين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. والسلام عليكم ورحمة الله استودع الله في السودان زوجك سعد بن اسامة بن لادن 15/8/2008′′ وكتب بن لادن في واحدة من هذه الوثائق التي عثر عليها في منزله في ابوت اباد في باكستان حيث كان مختبئا، خلال هجوم القوات الامريكية الخاصة في الثاني من ماي 2011 ان "الاولوية يجب ان تكون قتل ومقاتلة الأمريكيين وممثليهم". وفي المجموع كشفت الاستخبارات الأمريكية عن حوالي مائة وثيقة تمكنت وكالة فرانس برس من الاطلاع على مضمونها حصريا. ويأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد نشر الصحافي الاستقصائي الشهير سيمور هيرش مقالا يشكك في الرواية الرسمية لقتل بن لادن. لكن الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" راين تراباني قال إن العملية بدأت منذ أشهر ولا يمكن اعتبارها ردا على المقال. ويطلب بن لادن الذي كان يدرك خطر ضربات الطائرات بدون طيار على كوادر تنظيمه، الامتناع عن إجراء الاتصالات بالبريد الالكتروني وعن الالتقاء في اجتماعات كبيرة، ويشعر بالقلق من احتمال وجود شرائح الكترونية مخبأة في ملابس زوجته. وكان مهتما بتجديد الكوادر ويبحث عن وسيلة لتمكين ابنه حمزة الذي كان الخليفة المرجح له حسب الاستخبارات الأمريكية، من الانضمام إليه في ابوت اباد. (رأي اليوم)