عبر عدد من نواب مجلس نواب الشعب اليوم الجمعة في تصريحات لوكالة تونس افريقيا للانباء عن مواقف متباينة حول إعلان الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن منح تونس صفة حليف أساسي غير عضو في حلف شمال الأطلسي(الناتو) بعد لقائه بواشنطن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، بين من بارك هذا الخبر ومن عبر عن حيرته إزاء هذا الاتفاق. فقد عبر زياد الأخضر(الجبهة الشعبية) عن "الحيرة" ازاء هذا الاتفاق، موضحا أن "حلف الناتو يقوم بتدخلات اليوم لا يعتقد أنها تخدم الأمن والاستقرار بالمنطقة، وخاصة دوره في ليبيا". وأَضاف قوله "من الأفضل أن يكون موقع تونس على الحياد بين المحاور العسكرية الكبرى وأن تحرص على عدم الانخراط في المخططات الرامية الى جر البلاد الى الاصطفاف في محاور ليست بالضرورة في جانب يخدم مصلحة البلاد". وفي المقابل تعد هذه الخطوة وفق النائب كريم الهلالي (حزب آفاق تونس) هامة جدا بالنسبة لتونس باعتبار أن الحصول على هذه الصفة "يمكن البلاد من تحقيق شراكة متقدمة مع الدول العظمى خاصة في المجال العسكري والأمني والاستثمار والمساعدات". وقال إن "البلاد لم تستثمر منذ الاستقلال في المجال العسكري، بل أعطت الأولوية إلى المجال الصحي وقطاع التعليم" مضيفاأن تونس ليس لها الطاقة الضرورية لمجابهة الحرب على الإرهاب والأخطار الكثيرة التي تتهددها ولا تتحملها". ولفت الى أن "وقوف الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول العظمى إلى جانب التجربة الديمقراطية في تونس سيساعدها على مجابهة أخطار الارهاب"، كما أن "الوضع الداخلي وصورة البلاد خارجيا اليوم غير مشجعة للاستثمار والتعاون مع تونس" ، حسب تقديره . ومن جانبه اعتبر منجي الحرباوي (حزب نداء تونس)،هذه الخطوة "فرصة تتمناها أي دولة من العالم الثالث والدول العربية"، مضيفا قوله" هذا التمييز تمتعت به تونس دون سواها وفتحت المجال للخارجية والديبلوماسية التونسية للتعاون مع أكبر الأحلاف الموجودة في العالم" وأضاف أن الناتو لا يقوم بدور عسكري فقط، بل له أيضا دور اقتصادي وسياسي وديبلوماسي يساهم في تطوير الدول الباحثة عن الديمقراطية والازدهار ويساعدها على الالتحاق بالعالم المتقدم. أما حسين الجزيري (حركة النهضة)، فقد اعتبر أن زيارة الوفد التونسيلواشنطن وعلى رأسه الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية ، كانت على مستوى عال ،مذكرا بأن "تونس ليست قوة عسكرية ولكنها قوية بمشروعها الثقافي والحضاري والسياسي الديمقراطي الجمهوري وأنها تقع في عمق العالم العربي الذي يشهد حالة من التمزق والحروب ". وأضاف قوله إن "نجاة تونس من هذه الكوارث والاحتراب، وامتثالها للخيار الديمقراطي، سيساعدها في رفع تحديات التنمية التي تبدو أعمق وأخطر من تحديات السياسة التي بالكاد تجاوزتها تونس". وأكد أن تونس تريد أمنا وسلما بالمنطقة وأن موقعها المغاربي والاقتصادي والعربي والمتوسطي يتطلب بناء علاقة متينة وجيدة مع الناتو والدول الفاعلة في المنطقة خاصة وأن التطورات الجيوسياسية تعرف تجاذبات وتدخلا من جميع الأطراف لن تكون تونس لوحدها قادرة على مواجهتها. وخلص إلى أن "تونس مطالبة بأن تنسق تنسيقا عاليا وجيدا مع جيرانها وأصدقائها ومختلف القوى الفاعلة في المنطقة". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن أمس الخميس خلال لقائه برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي قام بزيارة رسمية إلى واشنطن (20 و21 ماي الحالي) عن منح تونس صفة حليف أساسي غير عضو في حلف شمال الأطلسي.