خلف مقتل قياديين ميدانيين في صفوف "داعش"، أحدهما هو المغربي أبو مأمون المغربي الذي قضى في الأسبوع الماضي، والثاني هو التونسي أحمد الحربي، الكثير من الأسئلة في أوساط دولة البغدادي، حيث تداول قياديون ومسؤولون داعشيون مسألة تقدم الجهاديين المغاربة والتونسيين إلى الصفوف الأولى، وقيامهم بالعمليات الانغماسية والاستشهادية. وحسب ما نشر المنبر الإعلامي الجهادي الموالي لتنظيم داعش، نقلا عن أحد القياديين في "داعش" "أبو خالد الجزراوي"، فإن "الجهاديين المغاربة والتونسيين يأتون على رأس قائمة الجهاديين الذين قتلوا منذ اجتياح داعش للعراق، يليهم في الترتيب الشيشانيون والروس". وحسب مصادر من داخل أراضي القتال، فإن عدد الجهاديين المغاربة الذين قتلوا في العراق بُعيد التحاقهم بها قادمين من سوريا، يقارب المائة قتيل، ما بين منفذي العمليات الانتحارية وقتلى المواجهات مع الجيش أو الميليشيات المخالفة، أو قتلى قصف التحالف الدولي. وأضاف المصدر ذاته، أن أكبر عدد من القتلى المغاربة سقط أثناء معارك مع الأكراد في حدود كوباني. وتعليقا على هذا التصريح قال الخبير في الحركات الجهادية خالد الشكراوي، "إن المعلومة قريبة من الحقيقة، فالمغاربيون يشكلون نسبة مهمة جدا في التنظيم، كما أن وضعهم في ما يسمى بالدولة يثير الكثير من الأسئلة، خاصة وأنهم غير مؤسسين، وبالتالي يحاولون عبر القتال أن يكون لهم مرتبة مرتفعة في هيكلة التنظيم والتكوين الإيديولوجي، إذ بحكم التاريخ يسيطر المشارقة على التنظيم والمغاربة يوجدون فقط، في موقع المناولة أو المساعدة، فضلا عما يشاع عن المغاربيين من أنهم الأكثر عنفا وإقداما على مستوى الممارسة العسكرية الميدانية. لذلك، فالجهاديون المغاربة يحاولون تغطية ضعفهم العلمي والشرعي بشراسة في القتال، إذ هناك دراسات حديثة حول الحركات الجهادية تثبت أن أغلب المعارك تتم بسبب العلاقة بين أمراء الحرب والقيادات. الكل إذن، يريد أن يتقدم على الآخر، فالعديد من العمليات تتم من أجل المنافسة والبروز. ينضاف إلى هذا أن تنظيم الدولة لازال يشتغل في إطار مجموعات إثنية أو عرقية". وشهد شهر أفريل المنصرم مقتل عدد كبير من الجهاديين المغاربة، في هجومات متفرقة بين الأنبار والرمادي وتكريت وكوباني، كان أهمها مقتل سبعة مغاربة في أسبوع واحد، إضافة إلى مقتل عدد آخر من الجهاديين المغاربة الذين فضلوا البقاء في سوريا في الشهر نفسه. وأضاف الشكراوي في معرض تحليله لظاهرة سقوط المزيد من المغاربة في العراقوسوريا، "وقع تقديم المغاربة عند انسحاب داعش من كوباني وهذا ما يفسر مقتل العديد منهم، ولاشك في أن قيادة دولة البغدادي تتعمد وجود المغاربة والتونسيين في المواقع الأمامية، غير أن حادثة عين العرب أدت إلى سقوط العديد من القتلى في صفوفهم". وكشفت آخر أرقام رسمية أن المقاتلين المغاربة إلى جانب تنظيم "داعش" في العراقوسوريا، بلغ عددهم 1354 مقاتلا، دون احتساب الذين انطلقوا من أوروبا. ومن بين هؤلاء المقاتلين المغاربة 220 معتقلا سابقا في قضايا الإرهاب، قضى منهم 246 في القتال في سوريا و40 في العراق.