قالت مصادر متطابقة إنَّ قوات من مدينة مصراتة تُحشد الآن، فيما وصل بعضها إلى منطقة أبوقرين بعد تزايد خطر تنظيم "داعش"، الذي نفَّذ سلسلة من العمليات العسكرية خلال الأسابيع الماضية، استهدفت مواقع تتمركز بها كتائب تنتمي إلى مصراتة، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص من عناصر تلك الكتائب. وأعلن المجلس العسكري مصراتة، أمس الثلاثاء، رفع درجة الاستعداد القصوى لجميع "كتائب الثوار" بالمدينة. وتضمنت رسالة عاجلة لرئيس المجلس استدعاءً عاجلاً لجميع مقاتليه والتوجه إلى سرت "لدعم إخوانهم المرابطين بالجبهة بضواحي المدينة الشرقية" لمقاتلة "داعش". كما أعلن المجلس البلدي مصراتة حالة النفير العام لمواجهة "مجموعات إرهابية لا تريد مصلحة الوطن"، بحسب تصريح أدلى به الناطق باسم المجلس، أسامة بادي أمس الثلاثاء. وذكر مصدرٌ بالشرطة العسكرية ببلدة أبوقرين، أنَّ الطريق الرئيسية إلى مدينة سرت أُقفلت عند منطقة أبوقرين. وأكد شهود عيان من منطقة أبوقرين الليلة الماضية، وصول أرتال عسكرية كبيرة قادمة من مصراتة إلى منطقة أبوقرين (136 كيلو مترًا) غرب مدينة سرت، فيما يبدو أنَّه استعدادٌ للتوجه إلى مدينة سرت، التي باتت تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وأقامت عناصر "داعش" نقاط تفتيش بمختلف مداخلها. وأكد مصدر عسكري أنَّ مسلحي تنظيم "داعش" أحرزوا تقدمًا أمس الثلاثاء غرب مدينة سرت، حيت سيطروا على مناطق مهمة مجاورة للطريق الساحلي غرب المدينة، وهى القبيبة وجارف ومحطة كهرباء البخارية لإنتاج الطاقة، وصولاً إلى منطقة الخمسين كيلو متر غربًا، بعد اشتباكات بمختلف الأسلحة الثقيلة مع القوات الداعمة للكتيبة 166 أسفرت عن سقوط ثلاثة جرحى من أفراد الكتيبة بإصابات بليغة بمحور المحطة البخارية (23 كيلومترًا) غرب سرت. كما أكد المصدر أنَّ قوات تابعة للكتيبة 166انسحبت وتراجعت إلى الكيلو متر 60 غرب سرت وشرق مدينة مصراتة. ويسيطر تنظيم "داعش" بالكامل على مدينة سرت وضواحيها حتى حدود بلدة بن جواد شرقًا، ورفع راياته السوداء المعروفة فوق المقار الحكومية والشوارع الرئيسة بالمدينة. ويعاني سكان سرت مند أسبوعين عدم توفُّر البنزين وغاز الطهو والأدوية والإمداد الطبي والسيولة المالية والتطعيمات والسلع التموينية، مع ارتفاع الأسعار وتوقف الدراسة الجامعية. وانقطعت إمدادات مياه الشرب مند يومين عن منطقة سرت بالكامل، التي كانت تصلها من منظومة النهر الصناعي في تازربو السرير بسبب أعطال فنية حسب مصدر رسمي بالشركة العامة للمياه بالمنطقة الوسطى. وأوضح المصدر أنَّ المخزون الموجود بخزان القرضابية في سرت حاليًّا هو أقل من مليون متر مكعب من المياه، ما يكفى لأيام معدودة فقط، مشيرًا إلى أنَّ الشركة بدأت أمس توزيع مياه خزان القرضابية على الأحياء السكنية لساعات محدَّدة وأعطت الأولوية إلى الأماكن الحيوية والخدمية مثل مستشفى "ابن سينا" وغيره. كما أوضح أنَّ الاستهلاك اليومي لسكان سرت من المياه يصل أكثر من خمسين ألف متر مكعب، وأنَّه من المفترض أن يتم ضخ المياه الشرب يوميًّا من الخزان الرئيسي في إجدابيا عبر منظومة النهر إلى خزان القرضابية بما يبلغ 300 ألف لتر مكعب من المياه، منها قرابة 50 ألف متر مكعب للاستهلاك والباقي للتخزين بخزان القرضابية الصغير الذي تبلغ سعته ستة ملايين وأربعمئة ألف لتر مكعب، وتبلغ سعة الخزان الكبير الإجمالية 15 مليونًا وأربعمائة ألف لتر مكعب.(بوابة الوسط)