التقى ظهر الاثنين مئات من السياح المقيمين بعدد من الوحدات السياحية في جزيرة جربة باحد شواطئ ميدون ليرسموا جميعا قلبا كبيرا توسطته النجمة والهلال ووضعوا عليه ورودا كثيرة كناية على أن قلب تونس يسع الجميع وعلى أن هذا البلد سيبقى عنوانا للتسامح والسلام والمحبة، بحسب قولهم. وقد اجتمع هذا العدد الضخم من السواح في أجواء تنشيطية واحتفالية متميزة أزاحت غيمة من الخوف وسحابة داكنة عن مشهد الارهاب الذي دنس شواطئ تونس الذهبية، وفق تعبير الدكتور شاّذلي بن مسعود صاحب هذه المبادرة التي سانده فيها مديرو النزل وعدد من مكونات المجتمع المدني. وقال بن مسعود أن هذه المبادرة هي وقفة تضامن مع سوسة على خلفية العملية الارهابية التي تعرضت لها باحد نزلها وهي تهدف إلى توجيه رسالة طمانة إلى زوار تونس وإلى إعادة الحياة إلى الشواطئ التونسية، فضلا عن توجيه اعتذار للسواح من خلال توزيع الورود عليهم. وكانت هذه الامسية ممتعة تفاعل معهاالسواح بتلقائية وبكل حب وعبروا، بالمناسبة، عن مدى تعلقهم بتونس ووفائهم لها مهما تكن الظروف وذلك باللغات الفرنسية والايطالية والالمانية والتشيكية والروسية والانقليزية، قائلين إن تونس تبقى في قلوبهم وأن الارهاب لن يجد مكانا له على هذه الارض الطيبة. وأكدوا وقوقهم مع تونس ومساندتهم لها بمواصلة القدوم لها وعدم مغادرتها، معتبرين أن ما حصل بسوسة يمكن أن يحصل في أيبلد على حد تعبير 3شانتال3 وهي سائحة فرنسية وفية إلى جربة تزورها منذ عشرين سنة، مؤكدة أنها لن تخلف موعدها إلى تونس مهما حصل. وعبر سواح آخرون عن رفضهم مغادرة تونس رغم دعوات لهم بالعودة إلى بلدانهم، لانهم على قناعة، بحسب قولهم، أن هذا البلد يستحق كل المساندة، وأن مثل هذه الظاهرة غريبة عنه موشحين أيديهم بعبارة "نحبك يا تونس" ورافعين علمها عاليا ومنادين بصوت واحد "قلوبنا مع تونس، تعالوا إلى تونس، لا تخافوا".