قال الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي، إنه بصدد إثارة ما عايشه في سفينة "ماريان" السويدية التضامنية التي تعرضت لعملية قرصنة إسرائيلية، في عرض البحر، بكتابة تقرير وعرضه على الأممالمتحدة، وذلك بالتواصل مع جهات قانونية وحقوقية لاستثمار فرص ما وقع، لمحاكمة الاحتلال على جريمته. وأكد المرزوقي في تصريح خاص ب"فلسطين" عبر الهاتف، أن خطط المتضامنين القادمة تتمثل بمتابعة النضال من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة، وقال:" كلنا مرتبطون بنضالات متعددة بمختلف المجالات، وأتمنى زيارة مخيمات اللاجئين السوريين، وهناك ورشات إنسانية كثيرة للعمل، ولن ننسى غزة". ولفت إلى أن "هناك باخرة مغربية موجودة في تونس ربما ستلتحق بأسطول الحرية الرابع أو منفردة خلال الفترة القادمة" مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لفك الحصار المتواصل منذ تسع سنوات على قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو مليوني إنسان. وردًّا على الأسئلة التي توجهت إليه حول مشاركته في الأسطول الرابع أم لا، قال:" محبة غزة ليست احتكارًا لشخص ما، فمن الضروري أن تتوسع دائرة النشاط وتتغير، فعالم الدعم لغزة يتوسع يوماً بعد يوم، وربما يرفع الحصار قبل أسطول الحرية الرابع الذي سيكون أكبر حجماً". وأضاف:" كنت متواجدًا بين أناس كلهم مستعدون للتضامن مع الحق، وكنت العربي الوحيد بينهم برفقة مساعدي، فقضية التضامن ليست قضية عرب أو يهود بل هي قضية أناس مؤمنين بالحريات والإنسانية، وكنت فخورًا بينهم لأنهم مساندون للحق". وبين المرزوقي أن الطاقم السويدي على متن "ماريان" أظهر شجاعة كبيرة، إذ لم يترك قوات الاحتلال البحرية تسيطر على السفينة بشكل سلس رغم التهديدات الكبيرة لهم، مؤكداً أن رسالة الوقوف بجانب الحق ومساندته ونصرته ليست لها علاقة بالدين. وحول الصعوبات التي واجهتهم، تابع الرئيس التونسي السابق أن "الصعوبات بدأت منذ الانطلاق من الشاطئ، فقبل الصعود إلى السفينة مكثنا 12 ساعة في ظل محاولات لثنينا عن الإبحار تجاه غزة من قبل اليونانيين، ثم كانت عقبة الخشية من تكرار قوات الاحتلال سيناريو مجزرة سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت ضمن أسطول الحرية الأول عام 2010". وأشار إلى الظروف الموضوعية للإبحار، "حيث أصيب المتضامنون بالإرهاق خلال ثلاث ليال من الإبحار في سفينة صغيرة، لكن كان الحافز أن معاناة أهل غزة تفوق معاناتنا هذه بآلاف المرات". وأكمل فيما يتعلق بالسيطرة على سفينة "ماريان" قائلاً:" اقتحم جنود الاحتلال السفينة وتم اقتيادنا إلى ميناء أسدود»، وتمم:» كان هناك قرار جماعي بتحمل المسؤولية، فكانت رحلة مليئة بالتحدي والإيمان والصبر واكتشاف الناس لبعضهم البعض، ودار الحديث مع متضامنين تجمع بينهم نفس القيم والمحبة للشعب الفلسطيني ولأهل قطاع غزة". ولدى سؤاله عن طريقة تعامل بحرية الاحتلال مع الأسطول، بين أن بحرية الاحتلال تعاملت بشكلٍ قاسٍ مع الطاقم السويدي الذي رفض تسليم السفينة، وحاول إعطابها كي تبقى عالقة في البحر، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الرفض كان "سلمياً" إلا أن الطاقم السويدي تعرض للتقييد بالأيدي. ولفت إلى أن التضحيات التي قدمت على متن سفينة «مافي مرمرة» ردعت جنود الاحتلال عن التصرف بحماقة وهمجية خلال عملية السيطرة كالتي كانت على متن السفينة التركية. وفي السياق ذاته، بين أن (إسرائيل) ليست وحدها المسؤولة عن حصار غزة، بل "يجب وضع كل الجهود لإقناع النظام المصري بفتح معبر رفح بشكل دائم"، مطالباً الشعوب العربية بالضغط على حكوماتهم للمشاركة في عملية إعمار غزة والقيام بحملات التبرع لأجل ذلك، "فعملية الإعمار مُكلفة في ظل قيام دولة قطر بالتبرع بمفردها حيال ذلك، وهو أمر غير مقبول"، حسب قوله.