كشفت مصادر أمنية ليبية أن الجهات المختصة بمكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين الخطيرين، رصدت تواجد الإرهابي المشهور والمعروف باسم "ذباح داعش" في الأراضي الليبية. ويتعلق الأمر بمحمد اموازي المدعو "جون"، وهو بريطانيٌ من أصل كويتي تمّ رصدُه في ولاية برقة التابعة ل"داعش". وأشارت المصادر إلى أن مكالمة هاتفية تمّ رصدها للمعني مدتها دقيقتان تمّ خلالها معرفة تطابق بصمات الصوت مع صوت ورد في تسجيل فيديو نشرته مواقع الكترونية مقربة من تنظيم "داعش" يخص المعني. ومع تواجد الذبّاح، كشفت مواقع خاصة التنظيم أن زعيمه أبا بكر البغدادي أرسل 6 من كبار قادته، وهم ضباط سابقون في الجيش العراقي إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين وانخرطوا في "داعش"، إلى ليبيا ل"ترتيب الأوضاع وتحقيق مكاسب وتقدّم على الأرض" بعد نشوب نزاع مسلح مع تنظيم "القاعدة". ويرى الدكتور عبد العزيز أغنية، أكاديمي وباحث ليبي متخصص في قضايا الإرهاب، أن تواجد "ذباح داعش" بليبيا يعني بداية مرحلة جديدة في البلد يتمّ خلالها استهداف الرعايا الغربيين والقيام بذبحهم، كما يعني اعتزام التنظيم تحويل ليبيا إلى قاعدة خلفية وملجإ لمتطرفيه الخطيرين بعد تضييق الخناق عليه في سوريا، ويؤكد الرعاية الدولية للإرهاب مما يسهّل تحرك هذه العناصر الإجرامية. الإرهابي البريطاني من أصل كويتي، شارك في عدة عمليات ذبح علني مصوّرة وكان ملثما، إلا أن خبراء أمنيين في دول غربية تمكنوا من كشف هويته وتعريفه بلقب "ذباح داعش" قاتل الرهائن البريطانيين والأميركيين، ويخشى من أن تتم مطاردته من قبل القوات البريطانية والأميركية الخاصة في العراقوسوريا. من جانبه، اعتبر العميد السابق في الجيش اللبناني الياس فرحات، في تصريح خاص ل"الشروق" تنقل "ذباح داعش" إلى الأراضي الليبية يعكس "عدم جدية معالجة الإرهاب الدولي المنتشر"، ويكشف أن نظام التعبئة للإرهاب قائمٌ من خلال تغيير الولاءات من "القاعدة" إلى "داعش"، وأضاف العميد فرحات أن هناك عمليات تسهيل للانتقال تدفع بالإرهابيين باتجاه سورياوالعراق سابقا والآن تدفع بهم باتجاه الأراضي الليبية لأن ما يُحضر للمغرب العربي، حسبه، أخطر ما هو جارٍ الآن في المشرق. وأردف المتحدث أن الجهات الدولية لا تريد التوصل إلى حل سياسي يُنهي الأزمة الأمنية في ليبيا، بل تعمل على المحافظة على الوضع الراهن المتميز بعدم الاستقرار للتمكين ل"داعش" أكثر وخلق مبررات وجودها وتناميها وإيجاد ملجإ لقياداتها الهاربة، ومكان استقطاب قبل التوسع شرقا باتجاه مصر وغربا باتجاه تونس والجزائر. وأكد المتحدث أن ما يحققه "داعش" في سورياوالعراق يتم الترحيب به من طرف بعض الدول، وما يقوم به الدواعش من عمليات فردية في إحدى هذه الدول، يتم استنكاره، وهذا التناقض يدل على خلل في منظومة معالجة الإرهاب.(الشروق الجزائرية)