قرر وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ عزل نور الدين الخادمي من امامة جامع الفتح بتونس العاصمة. وفي هذا السياق، اتصلت "الصباح نيوز" بالخادمي فأفادنا أن موقف الوزارة بُني على أساس السماح لقناة تلفزية "الجزيرة مباشر" تصوير خطبة يوم عيد الفطر، مضيفا أنّ القناة هي المعنية بالترخيص وليس إطار الجامع. واعتبر الخادمي إجراء بطيخ "غير مبرر ومتسرع ومتشنج ولم يأخذ مبدأ استمرار الدولة بعين الاعتبار"، مشيرا إلى أن مبدأ العزل فيه تدرج في العقوبة. وأكّد نورالدين الخادمي وزير الشؤون الدينية السابق انه سيتوجه للقضاء، وأن ما يقوم به الوزير الحالي لا يؤكد وجود رغبة في الإصلاح، موضحا : " من الضروري التعاون مع الأئمة المعتدلين وليس عزل أئمة مشهود لهم بالاعتدال وتقلدوا مناصب عليا بالدولة في فترة ما بعد الثورة في حين يشتكون من قلة الإطارات" وأشار الخادمي إلى أنه تولى الإشراف على 225 خطبة بجامع الفتح لمدة 4 سنوات ونصف وكلها "خطب معتدلة بقوة علم وبحجة دامغة". كما اعتبر استهداف ائمة معتدلين طريق لاستهداف عدد آخر من الأئمة وهو ما سيزيد من حالة الاحتقان في البلاد. وعن إمكانية عزله بسبب انتمائه أو قربه من حركة النهضة، أكّد الخادمي أنه لا ينتمي للنهضة ولا لحركة اخرى وانه مستقل حزبيا ويتواصل مع السياسيين. ومن جهة أخرى، قال الخادمي ان دعوة الوزارة لتوحيد الخطب امر مرفوض، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا الدعوة إلى توحيد خطبتين الأولى في رمضان والثانية منذ اسبوعين وتم تحديد مسألة بر الوالدين كموضوع لها، كما أشار إلى تحريض وزارة الشؤون الدينية ضد بعض الاسماء وهو ما يدل على انحراف خطير للوزارة ضد منطق الدولة. وفي سياق آخر علّق الخادمي على مسألة عدم تواصل الوزارة مع الجهات النقابية وعدم التزامها بتطبيق المطالب المهنية والنقابية، معتبرا أن ذلك ليس سياسة رشيدة ولا يحل المشكل. وفي ختام حديثه معنا وجه الخادمي رسالة لبطيخ مفادها : "على وزير الشؤون الدينية أن يراجع هذا الإجراء وغيره بالحكمة والعقل وتقدير الأمور وأن يرد التحية بمثلها وندعوه إلى أن يلتفت إلى المسائل الأولوية ومنها إصلاحات هيكلية وقانونية وان يجمع الصف وان يوحد الكلمة ضمن استراتيجية شاملة وترسيخ التعليم الزيتوني والاسلام المعتدل".