أثار تجاوب شباب ينتمون إلى تنظيم الإخوان المسلمين في مصر مع التفجير الذي استهدف مقرا تابعا للأمن الوطني في القاهرة وتبناه تنظيم داعش في سيناء جدلا واسعا كمؤشر على اتجاه العديد من هؤلاء الشباب للتصعيد من وتيرة العنف ضد مؤسسات الدولة. وحذّر خبراء في شؤون الحركات الجهاديّة من تزايد احتمالات التقارب بين جماعة الإخوان وتنظيم داعش في ظل نجاح القوات المصرية في توجيه ضربات مؤثرة للتنظيمين خلال الفترة الماضية. وشهدت العلاقة بين "داعش" والإخوان تقاربا في المواقف منذ الإطاحة بالرئيس المنتمي للإخوان محمد مرسي بمصر في يونيو 2013 بعد احتجاجات شعبية حاشدة. وقالت مصادر إن تعاطف بعض شباب الإخوان مع داعش أثار مخاوف قيادات التنظيم الدولي للجماعة، وهو ما دفع القيادي الإخواني السوري مؤمن مجاهد ديرانية إلى توجيه رسالة خاصة للإخوان في مصر حذرهم فيها من الاستمرار فيما اعتبره "تأييدا" لداعش ومباركة لجرائمه. وأعلن مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية عن رصده دعوات من داعش لأعضاء في الإخوان من أجل الانضمام إلى التنظيم وإعلان الولاء والبيعة لزعيمه أبي بكر البغدادي، بعد تلقي التنظيم الإرهابي عدة ضربات موجعة في مصر. وأكد المرصد في بيان أمس أن الخسائر السياسية التي لحقت بجماعة الإخوان في مصر، منذ الإطاحة بنظامهم قبل عامين، إضافة إلى فشل تنظيم داعش في تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض بسيناء كان السبب في ظهور مؤشرات التقارب بين الجانبين. وكان مؤمن مجاهد ديرانية، وهو حفيد الشيخ علي الطنطاوي أحد قيادات الإخوان بسوريا، طالب إخوان مصر بنفي صريح لتأييد داعش ومباركة جرائمه. وأرجع عمرو عبد المنعم، الباحث في الحركات الجهادية مظاهر التقارب بين التنظيمين إلى الاستسهال الإخواني في التعامل مع داعش، نتيجة للظروف التي تعيشها الجماعة منذ 30 جوان، ما أدى إلى انضمام العديد من شبابها لصفوف داعش. وقال عبد المنعم إن داعش دعا أكثر من مرة قيادات من الإخوان وقواعدها "للتوبة عمّا أسموه دين السلمية، وظهر ذلك في إصدارهم المرئي الذي حمل اسم "السلمية دين من؟".(العرب اللندنية)