"الرياضة أخلاق او لا تكون .. الرياضة ترويض للنفس قبل أن تكون حصداً للألقاب والكؤوس.. و العقل السليم في الجسم السليم".. كلها شعارات فقدت قيمتها في زمن أضعنا فيه اتجاهات الصحيحة للبوصلة عند أهل الرياضة في تونس وخاصة أهل كرة القدم اللعبة الاكثر شعبية وانتشارا في بلادنا. ففي نهاية الموسم الفارط، تداولت مواقع التواصل الإجتماعي فيديو للاعبي النادي الإفريقي وبعض مسؤوليه يرددون فيه أغاني تتضمن شتما لفريق النجم الساحلي ولاعبيه، وتنم عن نعارات جهوية. في المقابل نشر فيديو مؤخرا للاعبي النجم الساحلي داخل حافلة اثر مباراة الكأس الأخيرة والتي ردوا فيها الصاع للافريقي، شاتمين رئيس النادي الإفريقي ولاعبيه ومرددين شعارات تغذي النعرات الجهوية، وهو ما دفع هيئة النادي الافريقي لرفع قضية ضد عدد من لاعبي النجم . ولسائل ان يتساءل : هل بمثل هذه الأقوال والأفعال ننمي الرياضة في تونس؟ وهل هكذا تنقى الأجواء ؟ وهل هذا هو فعلا هدف لعبة كرة القدم؟ وهل هذا ما تعبر عنه لوائح الفيفا في ممارستها؟ وهل هذه هي قواعد احتراف هذه اللعبة؟ للأسف أصبحت هذه الرياضة تحمّل الكثير من الصفات السيئة في وقتنا الحالي، والتي لا تمت إلى أخلاقيات الرياضة بصلة، فكرة القدم حسب لوائح ال"فيفا" اهدافها تقريب الشعوب وهنا نذكر بمثال بسيط مباراة لكرة القدم التي كانت ستجمع بين تركيا وأرمينيا في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكانت كجزء من تحرك الدولتين نحو تطبيع العلاقات بعد قرابة قرن من العداء، فكرة القدم تساهم في نبذ الكراهية، وهذا لا نراه في بطولتنا اذ نعاين تكريس الجهويات والعنف المادي واللفظي والفساد الأخلاقي هذا بالإضافة الى المستوى الضعيف لكرتنا التي أثرت على رياضات النخبة ففي كل مباراة تجرى لا نرى إلا الشد والضغط النفسي الذي يوتر المشجع فيوتر اللاعبين ويبدأ العنف الشئ الذي يفقد المباراة متعتها. لقد عاشت تونس بعد الثورة مخاضا وأحدثت السياسة تقسيما حزبيا بين أبناء البلد الواحد، ومن هذا المنطلق فلا نريد أن تكون كرة القدم سببا آخر في تقسيم البلد على أساس جهوي.