علمت "الصباح" أن الوحدات الأمنية بمنطقة الأمن الوطني بالقيروان ألقت ليلة أمس الأول القبض على متشدد ديني مصنف امنيا بالخطير في أعقاب مداهمة أمنية لمحل سكناه بأحد أحياء الجهة، وبإحالته على حاكم التحقيق اصدر في شأنه بطاقة إيداع بالسجن. وحسب المعطيات الأولية فان المشتبه به وهو شاب في العقد الثالث من العمر عمد في مارس 2014 إلى الهجوم على مركز الأمن الوطني بالمنشية بالقيروان رفقة عدد كبير من المتشددين دينيا ومحاولة حرقه والاعتداء على الأعوان على خلفية عزل سيف الدين الرايس الناطق الرسمي السابق باسم ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور الموقوف حاليا بسجن المرناقية، من إمامة جامع يسيطر عليه متشددون ثم عزل امام متشدد ثان ورغم خطورة القضية فقد ظل متحصنا بالفرار رفقة عدد من المشتبه بهم إلى أن ضبط أخيرا، اذ وردت معلومة سرية على مصالح منطقة الأمن الوطني بالقيروان مفادها ان هذا المشتبه به المعروف بتشدده الديني استقبل عَائِلة جزائرية من بين أفرادها ملتحون، فاستغل الأعوان المعلومة على الوجه الأكمل وراقبوا المكان في كنف السرية ثم داهموه بإذن من النيابة العمومية حيث تمكنوا من إيقافه. وباقتياده إلى المقر الأمني حرر محضر في شأنه ثم أحيل على حاكم التحقيق المناب لمواصلة التحقيق معه من أجل تكوين وفاق من قبل مجموعة من المفسدين يفوق عددهم العشرة بغاية الاعتداء على أمن الدولة الداخلي وحمل مواد حارقة بغاية حرق مقر سيادة والتجمهر بالطريق العام والأضرار عمدا بملك الغير ومسك سلاح أبيض بدون رخصة والاعتداء بالعنف الشديد فأصدرت في شأنه بطاقة إيداع بالسجن في انتظار استنطاقه. وكان حي النور بالمنشية شهد يوم الجمعة 28 مارس 2014 مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وعشرات المتشددين دينيا الذين يرجح انتماؤهم إلى ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور الذين حرقوا العجلات المطاطية وأغلقوا طريق ملعب حمدة العواني وهاجموا مركز الأمن الوطني بالمنشية ورشقوه بالحجارة والزجاجات الحارقة، وحاولوا حرقه ما دفع قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء. وأسفرت هذه المواجهات عن إصابة عدد من أعوان الأمن وإيقاف سبعة متشددين دينيا في نفس اليوم بعد عمليات تمشيط ومداهمات واسعة النطاق فيما ظل عدد آخر بحالة فرار بينهم المشتبه به الذي ألقي القبض عليه ليلة أمس الأول. (نشر في عدد الصباح 4 سبتمبر 2015)